ماهر باكير دلاش
اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد نصار
مَا بَيْنَ حُبٍّ وَحُب
هُنَاكَ فَوَارِق
وَهُنَاكَ فَوَاصِل
الجَمِيعُ يَرْكُض
الجَمِيعُ يَسْعَى
البَعْضُ يَمُوت
البَعْضُ يُحْيَا
***
مَاذَا أَكْتُبُ؟
سَاعَةٌ أَخِيرَة
سَاعَةٌ بَطِيئَةٌ
سَأَكْتُبُ أَفْكَارِي
وَاقِعٌ يَتَطَلَّبُ الاِنْتِظَار
صُور الجُثَثُ هُنَا وَهُنَاك
لُغَةٌ نَاقِصَةٌ.. لُغَةٌ كَامِلَةٌ
شَيْءٌ مُحْتَبِسٌ دَاخِلِي
كبوة.. غَفْوَة.. صَمْت
أُعْلِنُهُ.. اِنْفِجَارٌ..
اِنْكِسَارٌ.. اِنْتِحَارٌ..
اِحْتِضَارٌ..
الصَّمْتُ أُعْلِنُهُ..
بَرْدٌ.. سَلَام وَثَبَات
***
يَا قُدْسُ.. يَا غَزَّةُ
يَا فِلَسْطِينُ
قَابِلَيْنِي وَاقْبَلِينِي
وَقَبِّلِيْنِي وَتَقَبَّلِيْنِي
بِكُلِّ تَقَلُّبَاتِي وَتَقْلِيدِي
وَتَعْقِيدِي
بِكُلِّ ضَعْفِيْ
بِكُلِّ وَهَنِيْ
بِكُلِّ خَوْفِي وَخُنُوعِيْ
فِيكِ،
أَرَى قِدَمِيْ
أُرِيقَ دَمِي
فَهَانَ دَمِي
فَيَا نَدَمِي
***
هَدَمُوا كُلَّ الْمَآذِنِ
قَصَفُوا أَجْرَاسَ الْكَنَائِسِ
مِعْطَفُ اللَّامُبَالَاةِ
بِالْحُرِّيَّةِ بَلَى
وَلَكِنْ خَلْفَ هَذَا التَّنَكُّر
أَلَمٌ لَا يُعْرَفُ أَحَدٌ قَدْرَهُ سِوَاي
خَلْفَ هَذَا الْقِنَاعِ
خَلْفَ هَذَا الصَّمْتِ
قَلْبٌ صَغِيرٌ يَبْكِي بِصَمْتٍ
وَيُنَادِي مُنَاجِيًا مَنْ أَحَبَّ
إنَّهُ هَارِبٌ مِنْ ذَاتِهِ..
أتظنينه آتٍ نَحْوَكِ؟
***
أهْرُبُ مِنْ ذَاتِي وَسَطَ أورَاقِي
أجِدُ نَفْسَي دائمًا مُحَاطًا بِأَشْهَرِ الْقَصَائِدِ
أمْلِكُ قراء مِنْ شَتَّى بِقَاعِ الْعَالِمْ!
غَامِضٌ أنَا.. مُغَيَّبٌ!
مَلِيء بِالسَّوَادِ وَمُحَاطٌ بِهِ كَذَلِكْ
طِوَالَ لَيْلِي أحْتَسَيْ قَهْوَتِي بِصَمْتِ
وَرَأْسَيْ مَلِيء بِالْأَفْكَارِ
تَارَةً اكْتَبُ.. تَارَةً امْسَحُ
أَتَأَمَّلُ وأَعَاوِدُ الْكِتَابَةِ
أَخِيرًا كَتَبْتُ
أمَامَ هَذَا الْمَوْتِ الطَّاغِي
تُصْبِحُ الْكَلِمَاتُ هَبَاءً
يُصْبِحُ الْإِنْسَانُ لَا شَيْءَ!