اللوحة: الفنان الفلسطيني خالد حوراني
د. سالم عباس خدادة

( 1 )
لا شعرَ يا شعرَ الضجرْ
الشعرُ في سِفْرِ الحجرْ
يكتُبُهُ ملائكٌ
لكنَّهم مِنَ البَشَرْ
قد سدَّدوا صدورَهمْ
نحو رصاصٍ كالمطرْ
إنهُمُ مُعْجِزَةٌ
وسورةٌ مِنَ السُّوَرْ
وكيفَ لا وزهرةٌ
تزهرُ في القدسِ الظَفَـرْ
وبرعمٌ في بيتِ جالا
جالَ في جفنِ القمرْ
وفي جنينَ موكبٌ
كواكبٌ، فجرٌ أغَـرْ
شقَّ ظلامَ ذِلـَّةٍ
فتَّحَ للعزِّ الممرْ
لولا حصارٌ عاهرٌ
وفاجرٌ ومَنْ فَجَـرْ
يهتفُ إنْ جلَّ الأسى:
يحيا سلامُ المؤتمرْ !
( 2 )
هاطلٌ هلَّ وانهمرْ
يغسلُ الشمسَ والقمرْ
يغسلُ الشوقَ والمنى
يغسلُ القلبَ والنظرْ
هاطلٌ هلَّ وانهمرْ
مثلما النهرُ وانفجرْ
أطلقَ الموكبَ الذي
سحرَ الكونَ إذْ ظهرْ
فالتقى الكونُ حولهُ
ليرى السحرَ في صُوَرْ
زَهَرٌ يحملُ الحجرْ
حجرٌ يُنبتُ الزَّهـَرْ
وصحارِيَّ لمْ تزلْ
تشتهي الغيمَ والمطرْ
لفَّها خانقٌ طَغَى
لمْ يدعْ للمنى وَتَرْ
قام مذْ قامَ عهدهُ
في دُجى النومِ والخَدَرْ
رفعَ الحائطَ الذي
يقتلُ النورَ إنْ عَبَرْ
فمتى نعبرُ الدجى
ومتى نعبرُ الحفرْ؟
هاطلٌ هلَّ وانهمرْ
يغسلُ الروحَ والفِكَرْ
يغسلُ الأفْقَ بالسنا
يغسلُ الرملَ والشجرْ
إنَّهُ فيضُ بهجةٍ
شعَّ في القلبِ وازدهرْ
لا تقلْ إنَّهُ الحجرْ
إنَّهُ النورُ قد غَمَرْ
ساحلَ الروحِ وانتشرْ
يغرسُ المجدَ والظفرْ
إنْ تقلْ أنتَ حالم ٌ
يا أخَ الهمّ والضجر
فبِهِ تبدأُ الخُطى
آهِ لو نبدأُ السَّفَـرْ