اللوحة: الفنانة الفلسطينية مها الداية
من لم يصْحُ الآن على انفجارات الدمّ، والحرْق والهدْم، وأشلاء الأطفالِ والنساء الصابراتِ في “غزةَ” العزة، فلن يصحوَ إلا على الهوان والذلة، ولو غطى فضيحته بأستار الكعبة.
نحن الآن في مفترق شديد الخطر من الأحداث التي تصنع تحولات التاريخ، ومصائر الأمم، بل مصارعها أيضا..
الدفع الآن فرض عين، يتحتم القيام به، بكل الطرق المتاحة، والله مطلع على سريرتك، يعرف ما هو متاح لكل فرد منا بذاته، فبخل به وتصنع الضعف، وسوف يحاسبه على كل ما قصر فيه بشكل فردي.
إنها اللحظة الفارقة في حياة الأمة.
فهدف المحتلين المتكالبين الآن ضد غزة، هو كتم هذا الصوت المسلم الذي دوّى فجأة فزلزل قوى البغي، في أنحاء الكرة الأرضية بقوة خارقة، هي قوة الحق، وبتضحية خارقة هي الرجال الحقيقيين، الذين يملكون تلك “الرؤية الكونية” – على حد تعبير أحد الصهاينة الخبراء، إنه الخوف، بل الفزع، بل الجزع، على مصالح المستعمرين الذين يُكتّفون الأرض العربية، والإسلامية بالقواعد العسكرية في كل مكان..
الأمر أكبر كثيرا، مما تتخيل، إنه أخطر من قصة إسرائيل، وأكذوبة أرض الميعاد، وأفدح كثيرا، من توفير الحماية لربيبهم، المغتصب الصهيوني، فالمقاومة الفلسطينية اليوم، عند هذا الغرب المجرم، ليست إلا قياما جديدا ومرعبا للغرب كله، إنه القيام الجديد لصلاح الدين الأيوبي، الذي أجهز على جيوش الصليبيين يوم حطين، واسترجع بيت المقدس، وحرر المنطقة كلها من دنس الكفر المغتصب.. ألم تتأمل عبارة أكبر وزير للخارجية في العالم، وهو يعلن في صراحة عصبية زاعقة، أنه لا يزور إسرائيل، بوصفه وزير خارجية أمريكا، بل إنه يزورها، بوصفه “يهوديا”.. أرأيت أنها حرب دينية صارخة يشنها عدو يغلي حقدا على الإسلام؟؟
تلك إذن مواجهة صليبية جاءت لتهدم الإسلام كي تعيد المنطقة صليبية خالصة لأعداء الإسلام..
الذي تقوم به المقاومة وحدها اليوم، هو نفسه، ما قام به صلاح الدين الأيوبي وجيشه الطاهر بالأمس..
المقاومة اليوم، معها مدد خفىٌ أدهش أكبر الخبراء وأعتى الجيوش.. معها اليوم، كل قلب مسلم حقيقي، وضدها كل صمت عميل أو منافق، وكل قلب جبان رعديد.
انفضوا الآن أيها المسلمون عن عيونكم تراب الإعلام الصهيوني، والمتصهين.. انظروا حولكم.. فالوجوه تتعرى فتبرز حقائقها على نحو فاضح.. أفيقوا أيها الناس لما يراد بكم جميعا..
ها أنتم هؤلاء تدعوْن لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخلُ ومن يبخلْ فإنما يبخلُ عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء “وإن تتولوْا يستبدلْ قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم”..
إنهم قوم شرفاء، يصنعهم الله على عينه، لن يكونوا، بهذا الجبن المزري ولا بتلك المبررات التافهة، التي تعبث في مخيلات الجبناء. الذين إذا جاء الحق، رأيتهم يحكّون أقفاءهم، وأدبارهم، ويضربون الأمثال، كما يقول الشاعر..
سيأتي الله بقوم، سيكونون رجالا حقيقيين، بأيديهم مكانس، تنظف الأرض من ناس، أعوذ إذا قلت ناسٌ، لأنهم أدعياء الإسلام وأدعياء الوطن.
يخادعونكِ يا أمي مراوغةً
عن قاتلٍ في زكىّ الدمِّ كرّاعِ
أغويتمُ الذئبَ حتى خاضَ في دمِها
كُفّوا عن الدمع والشكوى مع الراعي.

لطالما كانت فلسطين وخاصة غزة مقبرة للغزاة… التاريخ يؤكد هذا
إعجابإعجاب