اللوحة: الفنان الإنجليزي جيجي سودبيري
بن يونس ماجن

في البدء كانت ألوان قوس قزح
ترسم على سقف السماء
وكانت “الموناليزا“
تخفي ابتسامتها
خلف فرشاة دافنشي
فجاء الغمام ذات صيف عاصف
وعلى متنه توابيت مستعملة
تتأرجح بين الارض والسماء
غير عابئة بسراب تائه
يطارده مطر المنفى البعيد
النمر المرقط
هذه المرة غير جلدته
والحرباء المخاتلة
تتردد في انسلاخها الجسدي
أما الليل حتما
فلن يغير لونه
والشمس لن تتخلى عن ضوئها البرتقالي
والقمر مل من اصفراره
فلا الصقيع مبتهج بجليده
ولا النار ابتلعت
رماد الهشيم
أرض خراب تعبت من الزلازل
ورائحة الموت
تشيع الشهداء تحت الانقاض
ويبقى الأمل يراود الأموات
من جديد
في وطني أرواح فاقدة الوعي
مكبوتة الأماني والأحلام
مسكونة بهواجس نرجسية
تنظر في المرأة كثيرا
فترى ما لا يراه الزعماء
لا شيء يدعو
الى تسونامي آخر
فقد نامت العاصفة المتمردة
على كتفي قوس قزح
والخائفون من الضباب الكثيف
يرسمون على الرمل
سرابا وغيمة حبلى بطغاة جدد