يا أهل غزة

يا أهل غزة

د. أحمد بن عثمان التويجري

اللوحة: الفنان الفلسطيني إسماعيل شموط

سَئِمَ النَّدِيُّ تَجَمُّعَاً مَصْدُوعَا

وَتَكَلُّفَاً نَزَعَ الحَيَاءَ خَلِيعَا

لمْ تَبْقَ فِيهِ مِنَ الكَرَامَةِ شَعْرَةٌ

حَتَّى غَدَى وَيْحَ الهَوَانِ صَلِيعَا

يَا أَهْلَ غَزَّةَ وَالزَّمَانُ مُجَلجِلٌ

لَوْ كَانَ يَلقَى في الدِّيارِ سَمِيعَا

كُسِرَتْ سُيُوفُ العُرْبِ إلا سَيْفُكُمْ

مَا زَالَ يَا أُسْدَ الوَغَى مَرفُوعَا

مَا زَالَ رَغمَ القَاعِدِينَ مُجَاهِدَا

مَا زَالَ رَغْمَ النَّائِبَاتِ صَدُوعَا

يَا أهلَ غّزَّةَ والخِيانَةُ حّوْلَكُم

شَوْهَاءُ تَسحَبُ ذَيْلَهَا المَقطُوعَا

لِلهِ دَرُّكُمُ وَدَرُّ أَبيكُمُ

يَا نَاسِجِينَ مِنَ الدِّمَاءِ دُرُوعَا

يَا وَاهِبينَ إلى الفِدَى أروَاَحكُمْ

يَا رَاكِضِينَ إلى الجِنَاِن جَمِيعَا

يَا رَافِعِينَ بِصدقِكُم هَامَاتِنَا

وَمُزَلزِلينَ مِنَ الطُّغَاةِ جُذُوعًا

يَا أَهْلَ غَزَّةَ والشُّجُونُ لَوَاهِبٌ

تَشوي قُلُوبَاً حُرَّةً وَضُلُوعَا

خَسِيءَ الأَرَاذِلُ كُلُّهُم وَنِفَاقُهُمْ

مَنْ أَصبَحُوا لِلغَاصِبينَ تَبِيعَا

مَنْ دَنَّسُوا الزَّيْتُونَ في أَغصَانِهِ

مَنْ أَخبَتُوا للمُعتدينَ خُنًوعَا

مَنْ ضَيّعُوا الأَقصَى وفي سَاحَاتِهِ

نّصّبُوا لِواءً للهَوانِ شَنِيعَا

يَا أَهلَ غَزَّةَ والرَّدَى أَنيَابُهُ

حُمْرٌ تُجَندِلُ فَارِسَا وَرَضِيعَا

مَنْ عَلَّمَ الأَطفَالَ فِي طُرُقَاتِكُمْ

أَنَّ الشَّهَادَةَ لا تُحِبُّ جَزُوعَا؟

مَنْ عَلَّمَ الخَفِراتِ أَنَّ مَصُونَةً

تُرْدِي بِأَسْيَافِ الإبَاءِ جُمُوعَا؟

مَنْ عَلَّمَ الثَّكْلَى بِأنَّ صُمُودَهَا

نَهْرٌ يَرّوِّي لِلجِهَادِ زُرُوعَا؟

يَا أَهلَ غَزَّةَ وَالزَّمَانُ كِتَابُهُ

بِكِمُ يَمُدُّ إلى السَّمَاءِ فُرُوعَا

مَنْ عَلَّمَ الأَحجَارَ فِي قَبَضَاتِكُمْ

أَنْ تَستَحِيلَ خَنَاجِرَاً وَشُمُوعَا؟

مَنْ عَلَّمَ السَّجَدَاتِ أّنَّ دُعَاءَكُمْ

قَدَرٌ يُغِيرُ عَلَى الطُّغَاةِ مُرِيعَا؟

مَنْ عَلَّمَ الأكفَانَ أنَّ دِمَاءَكُمْ

غَيْثٌ يُجَدِّدُ في الحَيَاةِ رَبِيعَا؟

يَا أَهلَ غَزَّةَ لَنْ تَذِلُّوا وَالَّذِي

بَعَثَ النَّبَيَّ مُبَشِّرَاً وَشَفِيعَا

لَنْ يَفرَحَ الأَعدَاءُ مَهْمَا اسْتَوحَشُوا

لَن يُدرِكُوا فِي الصَّامِدِينَ خُضُوعَا

لَنْ تُهزَمُوا وَالحَقُّ فِي رَايَاتِكُمْ

يَختَالُ مَرفُوعَ الجَنَابِ مَنِيعَا

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.