يا غَـزَّةَ العِـزَّة

يا غَـزَّةَ العِـزَّة

د. حسن كمال محمد

اللوحة: الفنان الفلسطيني محمد الركوعي

العِزُّ عادَ مُرَدِّدًا: غَزَّةْ

وَاللهِ لَيْسَ بِغَيرِكمْ عِزَّةْ

أَصلَيتُمُ صُهْيُونَ نارَ جَحِيمِكُمْ

وَصَنِيعُكُمْ ما مَعشَرٌ بَزَّهْ

وَأَعَدتُمُ الأَمْجادَ بَعدَ صَلاحِنا

وَكَأَنَّ خالِدَنا ارتَدَى بَزَّةْ

لِلَّـهِ دَرُّكُمُ! فَقَدْ حَرَّكْتُمُ

فِينا المَواتَ كَأنَّهُ حَمْزَةْ

مَنْ نَحْنُ غَيْرُ مُثَبِّطٍ وَمُطَبِّعٍ

وَمُطَبِّلٍ وَمُناصِرٍ هَزَّةْ؟

مَنْ نَحْنُ غَيْرُ مُهادِنٍ لِجَبابِرٍ

وَكَثِيرُنا مُتَعَشِّقٌ عَزَّةْ؟

مَنْ نَحنُ غَيرُ مُضَيِّعٍ أَوقاتَهُ

فِي فاحِشٍ وَتُجِنُّهُ مُزَّةْ؟

مَنْ نَحنُ غَيْرُ مُبَذِّرٍ وَمُقَصِّر

وَجِياعُنا كَمْ تَشْتَهِي رُزَّةْ؟

وَبَقِيَّةٌ ما بَيْنَ عَبْدِ مَناصِبٍ

وَالحُرُّ فِينا بالِعٌ عَجْزَهْ

وَعَنِ المآسِي وَالمَخازِي لا تَسَلْ

فَفَقِيرُنا ما واجِدٌ خُبْزَهْ

وَحَرائرٌ دُعِيَتْ مِرارًا لِلْخَنا

في خِسَّةٍ ما أَوجَبَتْ أَزَّةْ

وَالْعِرضُ مُنْتَهَكٌ بِكُلِّ رُبُوعِنا

وَجُيُوشُنا ما هاجَمَتْ عَنْزَةْ

هَذا هُوَ الحالُ الأَلِيمُ لأُمَّتِي

كُلُّ الشَّقاءِ تُحِسُّهُ وَخْزَةْ

وَلَرُبَّما ماتَتْ وَلَيْسَ يُثِيرُها

نَهْرُ الدِّماءِ وَناشِرٌ رِجزَهْ

حَتَّى أَتَى أَهْلُوكِ أُسْدًا لِلشَّرَى

وَشِعارُهُمْ: نَفدِيكِ يا غَزَّةْ

نَفْدِيكَ يا أَقْصَى بِأَنْفسِ ما لَنا

وَسِواهُمُ ما سامِعٌ رِكْزَهْ

سِيرُوا عَلَى الدَّربِ السَّديدِ مَغاوِرًا

كَمْ كُنتمُ أهلَ الفَخارِ وَرَمزَهْ!

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.