اللوحة: الفنان السوري سبهان آدم
بن يونس ماجن

سيحدث ما يجب أن يحدث
رأيت جملا بسنمين
يرقص رقصة التانجو
كأنه يلعب على حبل
في باحة أضلاعها غير متساوية
قرأت عن قصائد
تحكي عن أشياء تافهة
مكتوبة بحروف أبجدية
محفوفة بالتعاويذ
والطقوس الفراهيدية
وسمعت عن أموات بلا كفن
يستنجدون برائحة التراب
الضارب الى السواد
في مقبرة متأرجحة
على حين غرة
كادت تصيبهم نوبة احتضارية
ثمة جنرالات بلا زي عسكري
ولا نياشين مرصعة
ولا حتى بندقية صيد
تراهم يشترون الذمم
برائحة الغاز
وحفنة من نفط خام
ويعتقدون أنفسهم
اكثر ذكاءً من الآخرين
في السياسة الميكفالية
وقرأت في كتاب فرنسي
عن فيزياء الجسد
لعوانس يكتمن أسرارهن
في حضن راهبات
يقطن دير مهجور
لا تلجه إلا العناكب المخصية
أتظاهر برفع الراية البيضاء
وأدخل في حرب عسكرية
ضد الغزو الافتراضي
وأشعر أن خسارتي الفادحة
سوف تعوضني برهان
لا يخضع لقوانين اللعبة النرجسية
أتمنى أن أكون هناك
بين ضفتي كتاب
أو جدران زنزانة
تحرسها غربان
باقنعة إنسانية
لوكان هناك متسع
لامتطيت ذاكرة المنفى
وقمت بهبوط اضطراري
على الضفة الأخرى النائية
لقد مات الشاعر
وقبل أن يغادرنا
مزق قماش كفنه
ثم كتب على شاهدة قبره:
هنا يرقد شاعر مفلس
لم يدفع فواتيرالحفر
ولا أجرة الدفن
ولا أجرة العزاء
حتى نواح العجائز
لم يزكيها أحسن تزكية