اعتذار لزوجتي! 

 اعتذار لزوجتي! 

اللوحة: الفنانة المغربية فاطمة طهوري

محمد محمود غدية

قرص الشمس في كبد السماء يرسل حمما، نال منها التعب وهى تبحث عن بقع الظل الشحيحة بين زحام الباعة والناس والمركبات، بعد جهد وجدت في آخر السوق ثمر البامية التي تحبها حماتها، لدى بائعة وحيدة والذى كان شحيحا لأنه في غير موسمه، الحياة لا تسير هادئة مع أم الزوج التي لا تكف عن الشكوى من زوجة ابنها، والزوجة لا تشكو إلى زوجها ما تفعله الأم، تكفيه الهموم التي ينوء بحملها، وسعيه للرزق منذ استيقاظه مبكرا وحتى غروب الشمس، لغته الحلوة تنزلق على جروح روحها، فتشفيها وتلحم تصدعاتها، قرر معاتبة أمه على شكواها غير المبررة من زوجته، وهو يرى بعينيه اهتمام ومحبة الزوجة للأم.

كلمات العتاب تشكلت في حنجرته، لكنه لم يجرؤ على لفظها، هي أمه وعليه البر بها وطاعتها، يعلم أن نسب الطلاق المتزايدة سببها الحموات، ابتسم حين تذكر ما فعله صديقه هيثم، حين قرر الارتباط بزميلته وفاتح والدته التي قررت رؤيتها أولا، وفى زيارة حبيبته مع صديقة لها، رحبت بهم الأم بعد أن أشارت لأحدهما أهلا بزوجة ابني، بين دهشة الابن الذي سألها: كيف عرفت أنها من أنوي الزواج منها وليست الأخرى؟

لتجيبه الأم: أول ما شفتها قلبي انقبض! فقلت على الفور: هذه زوجة أبني!

قفزت فكرة للابن وهو يستمع لشكوى جديدة من أمه التي لا ولن تكف عن الشكوى، قائلا بعد أن طيب خاطرها: 

– قررت أن أؤدب زوجتي، بعد أن أغلقت باب غرفتها بالمفتاح حتى لا تغادرها قط، رجاء يا أمي، لا تقدمي لها أي طعام أو شراب حتى عودتي.. وافقته الأم وهي تخفى سعادتها! 

عاد الابن من عمله ليرى أمه واقفة بباب الزوجة المغلق، تذرف الدموع وبين أيديها طبق به قليل من طعام، قائلة: صعبت على جئتها بالطعام، وطرقت الباب وهى بالداخل تصرخ وتكيل لي السباب الذى طالك أنت الآخر!

 فتح الابن الباب لترى الأم أنه لا أحد بالداخل، موضحا أن زوجته منذ الأمس في بيت والدتها، بين دهشة وخجل الأم!

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.