هذه باكورة أعمال المحامية الأديبة رشا أبو المكارم، وهى مبشرة بروائية لها مستقبل فى عالم الأدب فهى محبة للرواية التى عكست رؤاها للمواقف الإنسانية من حب وجدل بين الحياة والموت.

وهى تتمثل شخصية بطلة الرواية، إنسانة رقيقة جميلة طموحة ناجحة فى عملها، لكنها حزينة لموت والديها وخطيبها وابن عمها الحبيب. ومن هنا تأتى دلالة عنوان الرواية على هذه المفارقة بين الحب والموت.

فقد ارتبطت بطلة الرواية بقصة حب حرمها من متعته حزنها على الأحبة الراحلين الذين ملكوا قلبها. وبطلة الرواية عملت فى عواصم أوروبا، لكنها متعلقة بموطن نشأتها فى الإسكندرية التى تعكس عليها كل مشاعر الحب والانتماء للوطن.

تصف المستشارة رشا أبو المكارم شخصية البطلة “فتاة جميلة ملامحها أقرب للملاك منها للبشر حين تبتسم”، وعيونها الزرقاء ساحرة تزيدها جمالا فوق جمالها. ومع أن هذه الرواية هى أول عمل لكاتبتنا فإنها استطاعت أن تجسد عملها فى أسلوب قصصى مثير يشد انتباه القارئ من البداية إلى النهاية.

وتطرد الحكمة فى نسيج هذه الرواية حيث تقول الكاتبة، مثلا، مصِّورة رؤيتها للحياة والحب: “إنها الحياة تأخذ مِنَّا فرحتنا، ونعيش نعتقد أننا ذهبنا معها، ولكنها ما تلبث أن تعيدها لنا وبقوة، وكأنها تخبرنا أن السعادة نحن من نصنعها”.

وعن الجدل بين الموت والحب الذى صورته الرواية من خلال الأحداث والشخصيات والحوار، تقول “رشا أبو المكام”: “الموت ليس موتا للحب، فكم من ميت، وفى القلب يحيا”.

وتمضى الرواية، وهى طويلة، تقع فى 224 صفحة، فى مقاطع سردية تنتقل بين الزمان والمكان، بأسلوب سهل سلس، خاصة فى الحوار الذى يجرى بين الفصحى والعامية.

وفى كل مقطع سردى تتكشف أبعاد جديدة للرواية إلى أن تصل لذروة الحدث الدرامى ينتهى بفراق الحبيبين، وقد انطلقت صوبهما رصاصة القدر.

ومن براعة تكتيك الرواية أن النهاية كانت فى الإسكندرية أمام قبور الأحبة، وفى المكان المحبَّب لبطلة الرواية كما عبرت عنه افتتاحيتها، عودا على بدء يحمل بينهما قدرات سردية مبشرة بانطلاقة موفقة نهنئ الكاتبة عليها.

---

• فكر ونقد