اللوحة: الفنان السعودي فهد خليف
عبدالناصر عليوي العبيدي

كيفَ الأَماجِدُ أصبحوا أنعاما
وإلى الأعادي أصبحوا خُدَّاما
إن الكُماةَ على الثّغورِ رباطُهمْ
لا يمسحونَ الخُفَّ والأقداما
وإذا الجيوشُ تحوَّلتْ لعصابةٍ
ضمَّتْ لصوصاً سذَّجاً ولئاما
كلُّ الجحاجحِ غُيِّبوا واسْتُبْعِدوا
والتافهونَ تصدَّروا الإعلاما
واللصُّ أصبحَ في البلادِ مقدَّراً
والنّذلُ أصبحَ فارساً مقداما
وعلى ابن جلدتِهمْ تفجَّرَ حقدُهمْ
صَبّوا من الحقدِ الكريهِ الجاما
ونَسَوا لتاريخٍ عظيمٍ تالدٍ
فجرُ الحضارةِ من هنا قد قاما
جعلوا الحدائقَ كالكواكبِ في السّما
قد نافسوا مَنْ شيَّدوا الأهراما
والأبجديّةُ أوجدوها للورى
والناسُ تأخذُ منهمُ الأحكاما
عادوا لعصرِ التّيهِ بعدَ هدايةٍ
فنسوا الإلهَ وقدَّسوا الأصناما
تباً لقومٍ هجَّروا أعلامَهمْ
كي يرفعوا الجُهَّال والأقزاما
فانعِ الرجالَ إذا خَلَوا من عزّةٍ
يا ليتهمْ لو يصبحونَ عقاما
وانعِ النساءَ ولاتكنْ مُتَعَطِّفاً
ما لم يلدْنَ مُحَجَّلاً ضِرغاما
كنتمْ أماجدَ من سلالةِ ماجدٍ
فعلامَ ترجونَ الزَّنِيمَ علاما