الذهاب إلى النهر 

الذهاب إلى النهر 

زين العابدين المرشدي

اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت

تطلُّ (السماوةُ)*..

تبدو لنا، ونراها

وكالعُملةِ المعدنيّةِ في الشمسِ؛

تلمَعُ كانتْ قُراها 

وكالعُملةِ المعدنيّةِ أيضًا؛ 

تَدَحرجَ أبناؤها للحروبْ

وذابوا على الرملِ عندَ الغروبْ 

صغار السماوةِ نحنُ، 

ونهربُ للنهرِ عندَ الظهيرةْ 

نلفُّ النعاسَ ملفَّ الحصيرةْ 

ولنا لذةٌ بالعنادْ 

ما لنا من جيادْ 

غير أقدامِنا، 

وكواحلُنا كمْ تُشابهُ طينَ السماوةِ؛

فهيَ مشققةٌ.

وحفاةً نسيرُ، 

فتعلقُ فيها 

حبوبُ الحصادْ

وكانت هناكَ الجميلةُ، 

تلكَ التي تترقبُني عائدًا

حافيًا كنتُ دومًا أعودُ لها

ذاتَ يومٍ بعيدٍ مضى:

شوكةٌ وخَزَتْ قدَمي في الطريقِ، 

وما إن وصلتُ لها؛ أقعدتني،

وقد مسحتْ بأصابعِها السمرِ 

عن قدمي الطينَ.

تحتَ ظلالِ النخيلْ،

وبوجهٍ نحيلْ

أخرجتْ هذهِ الشوكةَ.

الآنَ، أذكرُها في مهاوي الحياةْ 

فأقول:

سلامًا لتلك الفتاةْ


*السماوة مدينة جنوب العراق تقع على نهر الفرات

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.