اللوحة: الفنان العراقي سيروان باران
عبدالناصر عليوي العبيدي

عادَ المغولُ إليك يا بغداد
بكتِ العيونُ وذابتِ الأكبادُ
يومٌ على كلِّ الكرامِ مزلزلٌ
فرحَ الحثالةُ وانتشى الأوغادُ
والعلقميُّ توسَّعتْ أشداقُه
كُشِفَ اللثامُ لتظهرَ الأحقادُ
صُفْرُ الوجوهِ قديمةٌ أحقادُهم
فالحقدُ قد أوصى به الأجدادُ
والغدرُ شيمتُهم وليس بعارضٍ
هذا هو التاريخُ حيثُ يعادُ
لكنّ هارونَ الرشيد مكابرٌ
ما فادَ في بعضِ الأمورِ عنادُ
هل يُرتجى عندَ اللئامِ سماحةٌ
فالجمرُ جمرٌ لو علاه رمادُ
إنْ غرَّكم جلدُ الأفاعي ناعماً
فالسّمُ في أنيابِها وقّادُ
لا ضيرَ أنْ ترقى الثعالبُ مرّةً
والليثُ تُثْقلُ كفَّهُ الأصفادُ
ولربّما فرحَ الحمارُ بسرجِه
ما خافَ من سرجِ الحمارِ جيادُ
هو لعنةٌ كانت على أصحابِها
يومُ الوغى تتقابلُ الأضدادُ
والفوزُ فيها للذينَ حياتُهم
لن تنتهي إذ تنتهي الأجسادُ
قومٌ تسامى للشّهادةِ جلُّهم
إنَّ الشهادةَ منهجٌ وجهادُ