شعراء أرادوا أن يغيروا العالم

شعراء أرادوا أن يغيروا العالم

اللوحة: الفنان العراقي سنان حسين

بن يونس ماجن

نشرات الأخبار الثقافية

التي استجلبها الشعراء

من مسافات ضوئية نائية

وحولوها الى مسائل حسابية معقدة

كانت غير قابلة للحل والتخمين

في نظر الشعراء الذين

أرادوا أن يغيروا العالم

بعض الأحيان

الأرض لا تعرف كيف تدور

حول قصائدهم

التى خرجت طازجة

من مطفأة السجائر

وأعقاب مستميتة

رديئة الإنتاج

يا ترى مالذي تقوله مشاعرهم الكاذبة

التي ترفضها القلوب

وتهمس بها العيون المخاتلة؟

فاقدوا الذاكرة

يطلقون النار على أوهامهم

وتسافر في رؤوسهم

قصائد وطلاسم عن قضايا تافهة

عالمهم لا يحتاج الى شيء

فهم فقراء أغنياء سعداء

ما رأيكم أيها الشعراء

لو نرسم أشباح الموتى

على شواهد قبورهم

ما دامت المقابر مزدحمة

بأموات تعرج نحو المراقص الليلية

ليس ضروريا أن أتحدى العالم

من وراء النظارات الشمسية

وأنا غير مستعد

للسير في جنازات الشعراء

الذين يغرقون الفراهيدي في بحورهم

ويطردون أفلاطون من مدينتهم

ويتصرفون كأن ليس هناك في غزة إبادة جماعية

معظم الشعراء مصابين بالفشل ولا أقول الشلل

مثلهم كمثل الحكام العرب

يمضون ساعات يتسكعون ولا يكترثون بما يجري

في قطاع غزة

وفي أحلامهم الوردية

يفترسهم كابوس المذابح الفلسطينية

ولأني شاعر لا أفهم لغة الإبداع

ماذا سأفعل بقصائد مرتبكة الهذيان

مكسرة الأجنحة

لا تطيرولا تغرد

لها صدى مبحوح

وعفوية المزاج

خطت حروفها بالذكاء الاصطناعي

كل ما أطلبه من الشعراء

أن يساعدونني على دفن النفايات النووية

في قصائدهم

وتنظيم طقوس السير في جنازاتهم

حتى عدسات نظارتي الطبية

لم تعد تحميني من الضوء والحول والانعكاسات

غير أني أحتاج الى نوع خاص

من المواعيد المؤجلة

لكي أعيد ترتيب

دقات ساعتي اليدوية

بتقنيات رقمية

وأنا جالس على مقعد خشبي

تحت ظل شجرة منسية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.