اللوحة: الفنانة الأرجنتينية سيسيليا جيرالدو
عبد الرزاق الصغير

لم تسيج الصباح اغاني فيروز
ولا كانت الكهرباء تنير الغبش
او ضوء اللوز والياسمين منبثق
لا سمك في سلة الصياد
ولا فراولة ونوار في قفة البدوية
أو خبز او بطاطا او جبن وبيض في كيس ربة البيت
نفذ الحليب
لا باب مشرع تدخل منه الكلبة الضالة جرائها
النوء تبحث عن إيزار او سيتار تبله او قميص احمر
او حتى حزام السوتيان الذي كان على الحبل من اول اول أمس
لم تعد الكهرباء لأقرأ بريدي الإلكتروني
من كسر صبارة (السيارج)
ولماذا؟
لم تعد العجائز تنتظر ساعي البريد يصرف لهن الحوالات
لم تعد مديرة المدرسة والمعلمة يزرن مساءا تحت المطر تلميذة محو الأمية
لم تعد اهل الحي يستقبلون عابري السبيل في المدرسة
لم يعد الجيران متضامنين
لم تعد في الحي مع الصبح رائحة الورد التي كانت
سنة 1970
***
لست في حجم لوركا
أو صلاح عبد الصبور
ولا انت أجمل من سيلفيا بلاث
او هذه الشجرة المتخيلة التي ازعم كتابة الشعر تحتها في الصيف
ولا يتبادر الي ذهني سؤال نيوتن عن الجاذبية
او احتار لما لا تسقط المرأة في الحب للأعلى
لما أنا هو أنا لا أغير سحنتي كل يوم
كيف اكتب قصيدة جديدة دون سياج خشبي واحصنة مجنحة ونساء غير محجبات في السوق والحوانيت وتحت الاشجار وعلى القوارب وفي القطارات وعند اكشاك الورد ومحال القصابة يبتعن رؤوس الشياه
لا أحد في قصيدتي صاعدا السلم او نازلا
او جالسا على حافة أص الفخار على طاولة السلم يقرأ قصيدة نيورك للوركا
الورد أحمر أحمر فاقع على إفريز النافذة المسيجة
علبة سجائر ومناديل ورقية
وأصبع احمر شفاه
فارغ.