اللوحة: الفنانة الأميركية ماري آن واكيلي
عبد الرزاق الصغير

لم أقف يوما هكذا كرسام ذي جديلة طويلة وقميص مشجر وسروال قصير،
أسكب الناصية في قماشة الكانفاس
بالدراجة الهوائية المربوطة في جذع الشجرة بسلسلة وقفل نحاس
حقيبة اليد المنسية على مقعد الرصيف ويفطة السيرك الموضوعة طوليا كسلم على سياج الحديقة والقطة السوداء
لم أقف كسباح ماهر على لوحة غوص يتباهى بعضلاته في مسبح نزل خمس نجوم
كمهرج يتدرب امام مرآته في غرفة النوم
كشاعر بربطة عنق إنكليزية حمراء يعرض بنات افكاره بلغة مجعلكة كمصمم ازياء تافه، أجدب..
لم أقف تحت المطر يوما دون ان اشعر بالبلل
تستغرقني قصيدة وعيونك الخيالية الخضراء
واللافندر والعنبر وفرشات الكبريت البرتقالية
الشمع الأزرق والورد الإهليجي، لم اقف يوما تحت الدوش بقميصي الملون يستغرقني الحب
لا اشعر بالبلل
خمس نجوم
كمهرج يتدرب امام مرآته في غرفة النوم
***
هذه المضغة كيف تربعت فيها
كيف لم أبك على الفقيد
ولم انتبه للحرية
كيف صار الوقت بخيلا
مازلت تتفقد خزائنك وجيوبك والثمار
والارقام السرية والنبيذ المعتق في القبو والسيارات الفارهة
والأحصنة السوداء وسبائك الذهب رشوة سكرتيرات الوزراء
لا زالت كتبكم فارغة مما يشعر به موتاكم
من أسف عليكم عندما تدسوهم في التراب
وترجعون لعهودكم تلعب بكم الشياطين
لا ترجع بكم الايام للعبادات بدل المعاصي
لصلة الرحم والصلاة بدل الزنى والمومسات
لا تسحب الستائر لا زال في المساء بقية
اوقف لي الساعة دقيقتين
اقبل حبيبتي وارجع
فقط دقيقة إضافية
ربما عندما تحين الساعة
اخذ معي الوردة التي
قطفتها في الدقيقة الاستثنائية
بمعيتك من الزمن
ا
ل
خ
ا
ل
ي
ة