رسالة اليمامة لقمة المنامة 

رسالة اليمامة لقمة المنامة 

اللوحة: الفنان السعودي فهد خليف

عبدالناصر عليوي العبيدي

ما للأشاوسِ في اللذَّاتِ قد مَكثوا

وفي حِمَانا يَعيثُ القملُ والعُثَثُ

إلى متى وضِباعُ الليلِ تنهشُنا

ونحنُ نَنْظُرُ حتى يَنضَجَ الحدَثُ

مالي أراكمْ وجساسٌ غدا أملاً

بهِ جميعُ كبارِ القومِ قد شَبِثُوا

نَمْ يا كليبُ فما في تغلبٍ رجلٌ

عنْ أخذِ ثأرِكَ كلُّّ القومِ قدْ رَبَثُوا

ففي المنامةِ رهطٌ قيلَ منْ عَرَبٍ

لم يبقَ في ضَرْعِنا مِنْ حَلْبِهمْ رَمَثُ

بِضعٌ وعشرونَ والأهواءُ ظاهرةٌ

في كلِّ أمرٍ تفانى القومُ وارْتَبَثُوا

عنهمْ نأى ثُلثٌ يهوى صهاينةً

وللأعاجمِ يسعى دائماً ثُلُثُ

باقي الجماعةِ لا قَولٌ ولا عملٌ

النومُ يغلبُهُمْ قد مازَهُمْ خَوَثُ

ألقابُهم لمْ نَعدْ نَحصِي لها عدداً

أقَلُّها رُسلاً للناسِ قد بُعِثُوا

أو نِصْفُ آلهةٍ في الأرضِ موطنُهمْ

من قبلِ آدمَ تِلكَ الأرضَ قد ورثوا

هَمُّ الرَّعَايا بَعِيدٌ عن تَصوُّرِهمْ

الحُكمُ يَشْغَلُهُمْ والمَالُ والرَّفَثُ

ندينُ نشجبُ أقوى ما سنسمعُهُ

إلى متى يَستَمِرُّ الهَرْجُ والعَبَثُ

لقد قُتِلنَا وما اهتزَّتْ شواربُهُمْ

بلً خَلْفَ قاتِلِنَا منْ رَكضِهمْ لهَثُوا

فكمْ سَلَكْنَا بِحَاراً سَهلُهَا خَطِرٌ

وخانَنَا الرِّيحُ والملاحُ والرَّمَثُ

في غزَّةِ العزِّ إخوانٌ لهمْ ظُلِموا

الموتُ يحصدُهمْ والفقرُ والغَرَثُ

أطفالُ غزَّةِ مِثلُ الغَرْسِ قد ذَبُلُوا

هلْ مرَّ بالجوعِ فردٌ مُتْخَمٌ فَرِثُ

ونسوةٌ في خيامِ الذُّلِّ لاجِئَةٌ

قدْ باتَ يطعنُ فيها التافهُ الخَنِثُ

يا غزةَ العزِّ لا تَشْكي لَهُمْ ألماً

لنْ يسمعَ الصوتَ جِسمٌ ماتَ أو جَدَثُ

كمْ حُرَّةٍ صَرَخَتْ في سجنِ مُغْتَصبٍ

لمْ يسألوا أبداً عنها ولا اكترثوا

لو أنَّ عاهرةً في الليلِ قد سَقَطَتْ

هَبُّوا لنجدتِها في الحالِ ما لَبِثُوا

هلِ العُرُوبَةُ أمستْ مَحضَ عاجزةٍ

قد باتَ يكْلؤُها الأخيَافُ والرِثَثُ

كمْ أقسموا أنَّهم يحمونَهَا بِدَمٍ

لكنّهمْ بيمينِ اللهِ قد حَنِثوا

كأنَّهمْ خُشُبٌ ماتتْ ضمائرُهمْ

لمْ يَستجبْ سمجٌ مِنهُمْ ولا دَمِثُ

مَنْ يَأْمَلِ السِّلمَ من صهيونَ معتقداً

بأنَّهمْ عنْ حلولِ السلمِ قدْ بَحثوا

فعقلُهُ دونَ شكٍ فيهِ عَائقةٌ

فما يصدِّقُ إلاّ الهُبْلُ واللُّوَثُ

السعيُ للفتنةِ البلهاءِ غايتُهُمْ

فكلَّمَا أُطْفِئَتْ نارٌ لها حَرَثُوا

اللٌّؤْمُ شيمتهمْ والغدرُ دَيدَنُهُمْ

وكلَّمَا عاهدُوا عهداً بهِ نَكثُوا

إنْ قالَ منهمْ كَذوبٌ قدْ نُصَدِّقُهُ

إنْ للعجائزِ عادَ الحيضُ والطمثُ

إن تَذْكُرِ الفُرْسَ تُصْبِحْ خائناً دَنِساً

عِندَ الذِّيُولِ التي مِنْ ضَرْعِهِمْ رَغَثُوا

لا تأمنوا الفرسَ فالأطماعُ حاضرةٌ

تَغَلْغَلُوا في بلادِ العُرْبِ وانْفَرَثُوا

لا تأمنوا الفرسَ فالأحوازُ تُخْبِرُنَا

على جرائمِهِمْ قد تَشْهَدُ الجُثَثُ

مِنْ ألفِ عامٍ نُعاني مِنْ سَفَالَتِهِمْ

الحقدُ يسكنُهُمْ والغلُّ والدَّعَثُ

لا تأمنوا الغربَ فالتارخ يُخبِرُنا

هُمُ الذينَ لهذا السُّمَ قد نَفَثُوا

يا قومُ نطلبُ أحلاماً مُزَرْكَشَةً

أمَّا الحياةُ ففيها البُرُّ والغَلَثُ

مَنْ ظَنَّ إنِّي بقولي كنتُ أقصدُهُ

كانَ اعترافاً صريحاً أنَّهُ الخَبَثُ


رَبَثَهُ عَنْ حَاجَتِهِ: حَبَسَهُ، مَنَعَهُ، صَرَفَهُ عَنْهَا

الرَّمَثُ (1): بقيَّةُ اللَّبَن في الضِّرع بعد الحَلْب

ارْتَبَثَ القومُ: تَقَرّقوا

الرَّمَثُ (2): الطَّوْفُ، وهو خَشبٌ يُشَدُّ بَعضُه إلى بعض ويُرْكَبُ في البحر

الغَرَثُ: أَيْسَرُ الجوع؛ وقيل: شِدَّتُه

الفَرِثُ: الشَّبْعان

رِثَث: جمع رِثّة الرِّثَّةُ، سَفِلة الناس وضعفاؤهم

اللُّوثُ جمع الأَلْوث، وهو الأَحمق الجبان

الدَّعَثُ: الدَّعْثُ الحِقْدُ. والمطلبُ. والثأرُ.

الغَلَثُ: الترابُ المتلبدُ والحَبُّ الأَسودُ يخالطُ البُرَّ ونحوَه.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.