حاشية على «نشيد الخبب»

حاشية على «نشيد الخبب»

اللوحة: للشاعرة والفنانة السورية لبنى ياسين

ليس الشكل الخادع ما تعني

ليس الحرف المتوالد والمتصاعد

ليس الهرم المقلوب

ليس القافية أو الأوزان

جيم هائلة في ديوان

عين سحرية

تقتنص فضاء الشعرية

تنبعج “الخازيباز” وتخرج عنقاء

من ثيج القاموس

تشق الأعصر والخيبات

وتلقف كل قصائدنا العصماء

لكنك حين أعتدل الحرف

وخضع النحو مع الصرف

وبدلت الكلمات مواقعها

دون مساس بالمعنى

أو إحجاف أو خوف

لم تتوقف

كي تلتقط الأنفاس

وتتخلص من رجس أو مس

أو وسواس خناس

لم تعدل في الميزان

بين الشعراء الخلصاء

وبين الشعراء الخصيان

لم تنصف

عشاقك ومريديك

من سهروا واعتمروا

في واديك

وهمو نجواهم.. نجواك

ونارهم.. نارك

لكنهمو ليسوا ظلا يتماهى

أو يتقاطع

ليسوا رجع صدى آياتك

وزبرجدك، وصاياك لأم على ولميس

وهمو.. يختلفون ويأتلفون

في “الجين” وفى “الحلزون”

في “الصبغة” و “الجينات”

من آية جيم.. حتى الخيب المنشود

الشعر.. هو الشعر ذاك العفريت المنحوت

من لحم الشاعر وخلاياه

تلك الدهشة والوخزة

والغمر، الإشراق

هذا الجني، العصفور الناري

الصاخب والماجن والمفتون

أنت العارف ما معنى الضمة

والحضرة والزلزلة، الإعصار

يجرفك ويلقيك

بقمة جبل أو فوهة بركان

تقطف أقمارا وتعبئها

فى أعطافك وخوابيك

خفف من غلوائك

لسنا إخوة يوسف

وأبونا الشعر

لا يملك ميزان العدل

كي نسرق من رحل أخينا

ما ليس بأيدينا

أو نوقعه في الأسر

لكنا في المخمصة

نشد الصخرة

فوق بطون خاوية

ونواجه زحف القحط

نحط بواد ليس به زرع أو ماء

لا نجفل أو نخشى أن يتخطفنا الطير

في رحلتنا..

تتجدد موتتنا..

وولادتنا…!!

«نشيد الخبب» قصيدة للشاعر حسين طلب

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.