هبة أبو ندى
اللوحة: الفنان الفلسطيني سليمان منصور
إِنْ كنتَ تحسبُني ذكرتُكَ
لَوْ لمرّة
فلقدْ نسيتُكَ في القصيدةِ
ألفَ مرّة
في المقطعِ الصوتيِّ
للصمتِ الطويلِ
وحيثُ لا تَجِدُ الحواسُّ
فماً ونظرة
وهناكَ في كوخِ الغيابِ
على شُعَيْراتِ
الحصيرِ المُقْشَعِرَّة
في غرفةِ النسيانِ
حيثُ الشمسُ لا تدنو
إلى صدأِ الأسِرَّة
وعلى النواعيرِ المقامةِ
فوقَ أنهارِ التلاشي
المستمرّة
وكأنّهم مسحوا بساتينَ
النخيلِ وما تبقّى في
الغياهبِ روحُ تمرة
قدْ مرَّ طوفانُ الأسامي
تحتَ أقلامي ولَمْ تَعْلَقْ
بِهِ في شبهِ
قطرة
بزغتْ مراعي الشوقِ
لَمْ تومِضْ لثانيةٍ
ولَمْ يصهلْ عليْكَ
خيالُ مُهْرَة
أطوي دروبَ الغائبينَ
ولا أفتّشُ عنكَ فيها
لَوْ كَعَثْرَة
في شارعِ التَّحْنانِ، أبداً
لا تمدُّ الذكرياتُ يداً
لماءٍ أو لكسرة
خبزُ الكلامِ هناكَ أمسى
يابساً
والحبُّ في غمّيضةِ الذكرى
تَعُدُّ لَهُ لعشرة
قشّرتُ ذاكرتي
وسرتُ أحيكُ مِنَ البدايةِ
للفؤادِ الطفلِ
سترة
وسلختُ حنّاءَ الحنينِ
فلي يدانِ ستنجبانِ
الضوءَ بكرَة
مِنْ بعدِ ما نضجتْ جروحي
دهشةً، والوردُ مثلُ الجمرِ عندي
محضُ حُمْرَة
مِنْ بعدِ ما اكتملتْ مقاساتي
بِها، لا أرتدي حلماً صغيراً
بينما روحي المجرّة
مِنْ بعدِ ما فهمتْ مخيّلتي
قداسةَ نفسِها
لَنْ تستطيعَ بها الحلولَ
ولو كفكرة
لا أصنعُ الحلوى لأنسى
فالطعامُ المرُّ أقوى
والقصيدةُ
بَعْدُ
مُرَّة
هذا لأنَّ نبوءَتي قالتْ: سأدرِكُ
حكمةَ الصلصالِ،
لَنْ أبكي لجرّة
ظهري – وإنّي لا أقولُ كسرتَهُ-
لكنّ شيئاً مِنْ خلالِكَ
شاءَ كسرَه
الآنَ أجنحتي الّتي قَدْ آلمتْني
في سماءِ العنفوانِ
تطيرُ حرّة
عن «حكايا غزة»