قَدْ نَعَيْتُ نَفْسِي

قَدْ نَعَيْتُ نَفْسِي

اللوحة: الفنان النمساوي إيغون شيلي

ماهر باكير دلاش

قَدْ نَعَيْتُ نَفْسِي إذْ بَكَيْتُ لغير رَبِّي، 

أَلَيْسَ البُكَاءُ لِغَيْرِ الإِلَهِ إِفْكُ؟

أَأَبْكِي لِغَيْرِ الَلَّهِ حَاجَةً؟ فَإِنْ فَعَلْتُ 

فَلَيْسَ لِلْنَّفَسِ سِوَى التَّرْكُ

وَإِذَا شَكَوْتُ لِغَيْرِ رَبِّي لَوْعَةً

فَقَدْ أَدْرَكَنِي مِنْ غَضَبِهِ الْفَتْكُ

سَلَامٌ عَلَى نَفْسٍ مَا ذَكَرْتْ غَيْرَ خَالِقِهَا، 

فَكَفَاهَا الْعِلْمُ وَالنُّسْكُ

وَسَلَامٌ عَلَى مَنْ أَمِنَ فَتْكَ رَبِّه بِطَاعَتِهِ 

وَكَانَتْ طَاعَةُ الرَّبِّ لَهُ مِسْكُ

وَبَيْن بُزُوغِ فَجْرُهُ وَغُرُوبِهِ لَاحَ بَرْقٌ، 

بَدَى طَلَلٌ وَهُو فُلْكُ

أَغَضَارَةُ عَيْشٍ مَا تُعَانِيهِ أَمْ ضَنْكُ

أَمْ حَسْرَةٌ فِي الْحَيَاةِ أَمْ ضَحِكُ؟

أَمْ أَسَأْتَ وَأَحْسَنْتَ عَنْ قُدْرَةٍ

أَمْ كُنْتَ فِي رَيْبٍ يَتَخَلَّلُهُ الشَّكُّ؟

حَذَارِ الْعَيْشَ فِي حُلُمٍ مَآلهُ النَّدَمُ

حَذَارِ مِنْ مَوْجٍ غَادِرٍ فِي لُجِّهِ بُرَكُ

شَكَوْتُ عِلَّتِي إِلَى غَيْرِ أَهْلِهَا

فَوَجَدْتُهُمْ يَشْكُونَ لِي مَا أَشْكُو

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ كُلِّ رِيبَةٍ، 

أَسّتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ ذَنْبٍ مَآلَهُ ضَنْكُ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.