ترجمة: شيري منتصر
اللوحة: الفنان الفرنسي بيير أوجست رينوار
الوقت فات، ومع ذلك، القصر
القصر القديم ببرجه وسوره
وناسه الأغبياء
لم يخرجوا أبدًا من بالي.
أرى دائمًا دوارة الرياح
بصوتها المزعج على السطح تدور،
كل شخص ينظر للأعلى بحذرٍ
قبل أن يتكلم.
من يرغب بالتحدث، يبحث أولًا
عن الريح، خشية من الرغبة المفاجئة
للعجوز بورياس[1] الضَجِر
في الصراخ بصوته
بالطبع الأذكى يصمتون تمامًا
لأن نعم، في ذلك المكان
يوجد صدى، يتكرر في النميمة
يبتذل بخبث كل الكلمات.
وسط حديقة القصر
تقبع النافورة الرخامية لأبي الهول
الجافة دومًا، برغم
الدموع الكثيرة التي انسالت هناك.
حديقة ملعونة! آه،
حيث لا مكان فيها
لم يمرض قلبي
لا مكان فيها، لم يجعل عيني تبكي.
حقًا فلا توجد شجرة
تحتها لم تُلحق بي
الإهانات
من الألسنة العطوفة والقاسية.
الضفدعة الضخمة، التي على العشب تتنصت
أخبرت كل شيء للفأر
الذي بدوره حكى لعمته الأفعى
عن الذي سمعه
والأفعى أخبرت صهرها الضفدع
هكذا تستطيع العصابة القذرة بأكملها
أن تعرف فورًا
الإهانات التي أُلحقت بي.
ورود الحديقة كانت جميلة
بعبيرها الذي يغوي بحلاوة؛
ولكن مبكرًا ذبلوا
ماتوا من سم غريب.
حتى الموت مريض من وقتها
العندليب، والهزار الأشرق[2] النبيل
الذي غنى لكل زهرة أغنيته؛
أظنه ذاق من نفس السم.
حديقة ملعونة! نعم،
كما لو أن هناك لعنة؛
أحيانًا في يوم مشرق ومضيء
أخاف من الأشباح هناك.
في ظهورهم الأخضر يبتسمون
بدا وكأنهم بوحشية يسخرون،
وفورًا انسل من شجيرات الطقسوس
أصوات أنفاس محشرجة، وآةً، وأنين.
في نهاية الشارع المغطى بالأشجار
رصيف عالي، حيث تحته
أمواج البحر الشمالي، في وقت المد
ترتطم بعمقٍ في الصخرة.
هناك تنظر إلى البحر
هناك وقفتُ غارقًا في أحلام جامحة.
والموج المرتطم قابع في صدري أنا أيضًا-
كان هديرًا، إلجاجًا ورغوة
هديرًا كان، إلجاجًا ورغوة
عاجزٌ تمامًا كما الأمواج
المنقادة بفخر
نحو التحطيم اليائس للصخر الصلب.
بحسد أنظر إلى السفن
الذاهبة إلى الأراضي السعيدة؛
وأما أنا، فالقصر الملعون أمسك بي
مقيدًا في عشيرة ملعونة.
كل ليلة في الأحلام..
كل ليلة في أحلامي أراكِ،
أراكٍ بلطفٍ تُحييني،
وأرمي نفسي باكيًا بصوت عالٍ
عند قدميك الحلوتين.
تنظرين لي بأسفٍ حنون،
وتهزين رأسك الشقراء؛
ومن عينيكِ تنسل
الدموع اللؤلؤية.
تقولين لي خفيةً كلمة هادئة،
وتعطيني باقة السرو[3]
أصحو، والباقة ليست موجودة
والكلمة قد نسيتها.
[1] بورياس (Boreas) هو إله الرياح الشمالية في الأساطير الإغريقية.
[2] الهزار الأشرق عصفور صغير لديه صوت شبيه بصوت العندليب.
[3] السرو: شجر تزيين ذو خشب عطري.