عبد الكريم الكرمي
اللوحة: الفنان الفلسطيني زهدي العدوي
لغة الدمع أم بيان الجراح
وصدى اليتم أم أنين الأضاحي
يا فلسطين إن تربتك العذراء
تفتضّها يد المجتاح
حر قلبي على التراب خصيبا
بشظايا الأعراض والأرواح
أيها النازحون: كيف تهاويتم
نجوماً على غريب البطاح
أين أنتم؟ إن القلوب تنادي
فيحول النداء رجع نواح
ليتكم في ملاهب الحرب كنتم
في فلسطين، وحدكم في الساح
لو حملتم عبء القضية أنتم
وكفرتم بعصبة الأشباح
لجلوتم عرائس المجد فوق الأفق
بين السنا وخفق الوشاح
ودروب العلى أضاءت وقد سرتم
وراء الظبى خلف الرماح
أو دفنتم هناك طي تراب
طهرته الدماء قبل البراح
يا أحباي! والفراق طويل
ما على القلب إن بكى من جناح
الليالي أحنى عليكم من الأهل
وأندى من الوجوه الصباح
كل طفل كأنه دمعة الفجر
ترامت على محيا الصباح
وفتاة كأنها عبق الزهر
تلاشى على ذيول الرياح
لو فرشنا القلوب حرى لقمتم
بين أحنائها وتلك السفاح
أيها النازحون! ماذا لقيتم
غير دنيا الآلام والأتراح
وحملتم ذل السؤال ثقيلاً
بعد تاريخ ثورة وكفاح
قل لمن يدعي المروة أقصر
وامسح اليوم دمعة التمساح
قل لمن يدعي العروبة
ما كنت عليها إلا يد السفاح
أسد خادر عليها ولا يسمع
منك الأعداء غير نباح