أحمد علي
اللوحة: الفنان العراقي منعم الحيالي
تعلل
الغرق هو الأمنيات
فتعلل
واثمل على ما وأد الوجد فيك
وتمهل
ترجل من خطاياك
إلى درب الشمس الأخيرة
وارسم على شفة
قبلة ووردة
يا غائباً ودوما حاضرا
لا الغياب هواجس الآتي
ولا حضورك يغسل من قلبي خطاياه
تعلل
تعلل فلا تدري أي نخب كان بك أولى
أو كنت به قصيدة لروح ثكلى
الوقت ذاب في مر العتاب
الوقت غاب
واختفت نوارس خلف أفق الجنون
أي جنون يحمله رحيق ذكراك
أي جنون
لا تعتب
فمثلي ماء آسن
وأنت الجداول
وأنت الياسمين
لا تعتب
لا تترك مرآتك لترى أحلامك في قصائد الآخرين
أنت الحرف
والحرف نسيج قميصك
وأنت الياسمين
فلا
لا تعتب
لقهوتك انهض
لقهوتك اغضب
لقهوتك رش الماء على ياسمينة الدار العتيقة
وانتظر عصافير تغرد
في حدائق الروح
قرب شمس الصباح تلعب
أما انا
وقد رأيت النهايات دوما
تبدأ قبل البداية
قبل زرافات اذلها ورود الماء
قبل روايات مهملة
أرى
وإني أرى
أشياء معلقة
بين الأمنيات
وبين أشعة الشمس العابثة
أما أنا
فكأني مركب
أهملت شراعه الريح
وانضوى
إلى شاطئ يأكل جدرانه مع كل موجة
وأكثر
وأكثر
فلا تلوم الريح اذ تعوي بقلبي
لأنني كلما حضر القلب
زاحمه الغياب.