اللوحة: الفنان البلغاري ترايكو بوبوف
عبد الرزاق الصغير

كرهت بياض الازهار الغامض
الدخان وحبال الغسيل الفارغة
هذه الحقبة الزمنية ليتني لم أك انا الذي يكره
مائدة الصالة الملساء المبقعة بالقهوة
كم قميصي مبقع بالزيت
أقف على رجل واحدة، الأخرى على حافة حوض الزهر
أحاول إشعال سيجارة، ولاعتي لا تعمل
آه نسيت انا لا أدخن
أقرا قصيدة إذا
في مجلة إليكترونية موقوفة للمعوقين
الرذاذ، القطمير، الشوكة، النظرة، ملمس النهد، لاحظ لم أستعمل كلمة ثدي بل قلت نهدا
الطريق المتفرع المؤدي للغابة
الحدبة، الحقيقة، الحديقة، الصندل الممزق المرمي على الرصيف
الرصيف، الصفصاف، المنعطفة، الأسوار، الإدارات، المدراء المبقعة ياقات قمصانهم بأحمر شفاه السكرتيرات، مقدمات البرامج التافهة في قنوات الدولة، بياض الأزهار الغامض
كرهت
ال
س
ع
ا
ل
***
وراء كل نافذة شاعر منكفئ
وفتاة تبول واقفة
ليس هناك رمل على الشاطئ
الشجر في الشارع الثالث منحني
أو مكسور
النادي الذي نجلس فيه مات صاحبه
كان يتيما منذ عرفته لم تكن له أم
ولا أب كان بيته باردا لم تكن له زوجة ربما ماتت
وراء كل مرج خلف السياج فراشة
فراشة بيضاء كبيرة لا ليست كالبقرة
ولكن كبيرة كورقة أربعة على اربعة
الفتاة خلف عمود الكهرباء تظنها طيبة
لا، من نظراتها تبدو شريرة
لا أدري فيما كنت أفكر وانا أصعد سلم العمارة الى الدور السادس
لم أسمع رنين الهاتف لذا لم أرد على المكالمات الفائتة
وراء كل نافذة شاعر يربي على شكل كناري أبيض
الأمل
يزرع في ترهات القصائد النرجس
والحبق وبصيلات النوار الأصفر
يركب الطباق كمصابيح في شوارع منسية
وراء كل نافذة شاعر منكفئ
وفتاة تمسح
على ظهر جدي أبيض.