سَـبادِي

سَـبادِي

اللوحة: الفنان الروسي نيكولاس رويشي

باسم فرات

أمرّ على قرويين

أكواخُهم تُنبت البسمةَ والدهشةَ على وجوه العابرين

ألُمّ حياءَهم وأحزانَهم في سلالِ رحيلي

بينما الغاضريةُ تستفيق على امتداد حقول القصيدة

أهَدهدها على نغم المونغ

مُستسلمًا للضباب،

 وهو ينفث أحزانه خلال أنفاسي.

أعبرُ أقاليمَ وإثنياتٍ، أزرعُ ذكرى 

وأقتسم الخبزَ والأمنياتِ مع قبائل التلال

وهي تشعّ أنهارًا وينابيعَ 

أمزجُ سهولي وصحاريها بهضباتِهم الجبلية

فأجدني أغرسُ دَبابيسَ السؤالِ في حقولِ القطنِ

وأخيطُ أمطارًا يَتَّمَتْها الغيوم

عجائزُ أحدثهم عن حروبِ آبائي

فيصبّون الشايَ مثنى وثُلاثَ

أجسادٌ تسقي الماءَ تعبها وفي المواقدِ أساطيرُ من ترابٍ

رأس القريةِ صاحَ فعَرّت ضحكتُهُ

بقايا آثار المواقد:

هلمَّ للدخول في حكايانا

عبرتُ العَتبات وقلبي يلهجُ:

سَبادي..

سَبادي.


سبادي: التحية باللغة اللاوية، الأولى تعني مرحبا، والثانية تعني أهلاً وسهلاً.

المونغ: إحدى الإثنيات الكثيرة التي تزدهي بها لاوس وتايلند وفيتنام وميانمار وسواها من دول ومناطق جنوب شرق آسيا. 

الغاضرية: أحد أسماء كربلاء مدينة الشاعر.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.