أُهديكَ فرَحي لأنكَ كالغمام
هائمٌ في سماءِ روحي
ترتبُ أحلامي وأسرابَ الحمام…
تغزلُ من نبضِ قلبي أغنيةً
أُرَتلها لكَ في الغياب
وانتظرُ نورَ الشمس لأنشرَها شوقاً لدفِئك
لم تكن لي وطناً كقصائدِ العاشقينَ الجُدد
فوطني بعيدٌ منفيٌ باردٌ وحزين
مُتنا لأجلهِ مئةَ مرة وهو يقتُلُنا بيدهِ ألف مرة
لن تكون المرسى لتلاطم عواطفي وأفكاري
فتسونامي قادرٌ على تدميرِ كل الموانئ
ولا منارة تُرشِدُني لطريقي
أو حتى نجمة
النجومُ أجملُ من أن نلتقِطها بأيدينا..
حيثُ تفقدُ بريقَها..
تُصبح كتلاً من رملٍ وحجارة..
تتناثرُ بنفحةِ رياحٍ شمالية..
وتتدحرجُ عند أول هزةٍ أرضية..
تُدمي عيونَنا فيتوهُ الطريق..
تتعثرُ أقدامنا بها كلما حاولنا السير..
فنسقط أرضاً..
فلا نحتاج في تلك اللحظة..
سوى لنجمةٍ تُنير ما أظلمناهُ بأيدينا.
لن أنظُم بكَ قصائداً تهَّللُ لك
تُرضى غرورَ الرجولةِ فيك
أو أكتبَ نثراً يصفَ حُبي وهيامي بك
فدواوينُ الشعر لم تنجِ قائليها أو حبَهم
قصائدُ العامرية لم تُتَوّجْ حُبَها إلا بالألم
ما كتبَ قيسُ وعنترة خَلَّدَهم كشعراء
وقَتَلَهم كعاشقين
لكَ حَيِّزُكَ ولي مثلُه
لكَ عالمٌ ولي بحجمِه
لكَ قلبُك ولي قلبي
لكَ نبضُك ولي نبضي..
لن نكون واحداً
من قال إنَّ الحبَ أن نصبحَ واحداً
هلّ عليكَ أن تُلغيني لتبقى أو أُلغيك لأحيا
سنضعُ احلامَنا على مائدةِ الزمن
نتناولها قضمةً قضمةً
نستهنئ بها حُلماً بعد آخر
ونَجتبي منها ما يجاري أرضَنا
نُشَيّدُها حجراً فوق حجر
ونُسوّرها بأشجارٍ توافقُ صَبرنا
وبعضُ حباتِ الشمس لتُشرقَ من سمائِنا
على السطحِ نمدُ أجسَادنا لتوازي السماء
ونَعُدُّ نُجومَها
نُعيدُ عدها لأننا نَنسَى العدد
ولماذا نَعُدٌّها
يُضحُكُنا حُمقُنا.. لكننا نعيد عدها
وعَدُّ أكوابِ البابونج الفارغة
سأكونُ يدُكَ التي لا تصل إلى نصفِ ظهركَ لأمسحه
أسنانُ مِشطٍ يصففُ ما تبقى من شعرِكَ الأشيب
وسادتُكَ الوثيرةَ لعظمِ رأسكَ التسعيني المنهك
ستكونُ نظري الذي انهارَ مع السنين
عكاز ظهري المحني
تُرتبُ شعري بيديك التي نهشها الزمن
كما نهش الزهايمر ذاكرتَنا
عقلي لا يعرف من أنت
لكن قلبي يدرك الأمان معك.