اللوحة: الفنان الأميركي كارل جروسندورف
مصطفى معروفي

ما أنت سوى قبض الريح
مع الأيام تصير مجرّدَ ذكرى
حتى الطرقاتُ الأدْمنْتَ السير بها
ستصاب بداء النسيان
ولن تتذكر أنك كنت لها أوفى خلٍّ
قدماك تقبّل صفحتها
والعشب على حافتها يصحو
والنوم يخاصم مقلته
إن يسمع وقْع حذائك،
فاغزلْ منذ الآن رثاءك
وعلقه على أفْقِكَ
كي تبلل منه نعشك
واعلمْ
أن لا أحداً من نافذة الشوق يطل عليك
سوى العنب المرِّ
وتين الفشل المنذور لمثلك
وسوى محفظة كنت ترتّبُ فيها خيباتك
وتأكدْ
أن المذياع سيذهل حين يراك
وليس هنالك من يرثيك
وحتى التلفاز
يصاب بداء الصمت
إذا صرتَ وحيدا مأدبةً للعزلةِ
أو قلْ صدَأً
يعلو وجه الزمن الموغل في الدكْنةِ،
لك أيامك
بحديقتها اغرس لحظاتك
إنك لحظتها
إنك قبض الريح يطارده الغيبُ/
مسك الختام:
وطني عزيز في الفؤاد حملته
ودأبــت دوما باسمه أتــباهى
منذ القديم سما جلالا وارتقى
حتى إليه مدى الجلال تناهى