يا عائشةْ

في الصبح يقتلنا العدا

في الليل يقتلنا الأحبةُ

 والعدا

فضعي على قبر العروبة شاهدا 

قمرا جريحا قلبه

ومشردا

 فالعاشقون ديارهم 

وقفوا أمام ضريحها

آيتامٓ حربٍ

 لا سيوفَ ولا يدا

كنا – وعهدِ اللهِ –

 يغتسل الضياءُ بضوئنا

والحبُ كلَّ الحبِّ

 كم سكن الديارٓ وغردا

زمنٌ وَوَلَّى

 مالنا غيرُ الصدى

يا عائشةْ

إن السلامَ خرافةٌ عربيةٌ 

فالذئبُ لا يعطي الخرافَ تعهدا

يا عائشة

زمنٌ وخائبْ

ظفر المخنث بالمحاربْ

 جسدُ العروبةِ كله متورمٌ

 والحمل كاذبْ

فالثورةُ البيضاءُ حمراءُ المخالبْ

يا عائشةْ

والخاملون العاربون بلا حفيفْ

فرعونُ ذو الأوتادِ عادَ

تَيَتِّمٓ النيلُ الحنيفْ

لا فرق بين سفينةٍ حملتْ إبادةَ غزةٍ

 وسفينةٍ حملت لهم قرص الرغيفْ

والعاشقون بلا جيادْ

يا عائشةْ

فرعون عادْ

أنا من بلادٍ كل ما فيها يموتْ

حٓدٓبُ الكبارِِ

 براءةُ الممشى 

ونورُ الصبحِ والتاريخُ 

والفرحُ المهاجرُ والمآذنُ 

والكنائسُ والبيوتْ

سعةُ الشوارعِ والصباحُ البكرُ

والضوءُ المجازُ

صحابتي 

والبوحُ يقتلهُ السكوتْ

يا عائشةْ

الجوع صحرنا وكبر عجزنا

الجوع صار مقابرا للعارفين وأضرحةْ

أمسى الهواءٓ وأصبحهْ

الجوع شجّٓرٓ في أمانينا

وأكفرُ ما يكونُ بأرضنا

وحقولنا ما أخرجتْ إلا انكسارٓ ظهورِنا

في عالمي

صوت المدافعِ أكبرُ الأصواتْ

وإذا تفوّٓهٓ واحدٌ 

فالنعيُ في صدرِ الجريدةِ 

بعد حمدِ اللهِ إرهابيُّ هذي الأمةِ المطلوبُ ماتْ

أنا من بلادٍ تأكلُ الخبزٓ المبللٓ بانكسار قلوبنا

والقهرُ سوطُ ظهورِنا 

والقهرُ صوتُ فئوسنا

والقهرُ مكحلةُ البناتْ

والقهرُ يحفرُ تحتٓ جذعِ نخيلنا لحدا

لوأدِ الأمنياتْ

فضعي على قبر العروبةٍ شاهدا

قمرا جريحا قلبهُ ومشردا

فالعاشقون ديارهم وقفوا أمام ضريحها

أيتامُ حربٍ لا سيوفَ ولا يدا.

يا عائشةْ

لا تحزني فلربما

جاء الزمان لنا بما

غرس الحياءَ بوجهنا

ولربما

صحتِ الرجولة في الدما

فنرى عروبةَ قدسِنا

ولربما 

…….

…..

جيلٌ نما.