اللوحة: الفنان السوري محمد عبيد
خلف كلكول

مِن جَمِّ وَجدِي يَستَفِيضُ هُيَامِي
وَتَفِيضُ نَزفًا دَامِيًا أَقلَامِي
وَيُثِيرُ دَمعُ اليَاسَمِينِ تَوَجُّعِي
وَيَزِيدُ حُزنُ المُبتَلَى آلَامِي
وَتَحُزُّ فِي نَفسِي الضَّعِيفَةِ مُديَةٌ
حَمقَاءُ قَضَّت مَضجَعِي وَمَنَامِي
فَأَلوبُ فِي وَسَعِ البَسِيطَةِ خَائِفًا
حَيرَانَ هَدَّت كَاهِلِي آثَامِي
أَرنُو لِصَدرٍ قَد حُرِمتُ حَنَانَهُ
قَبلَ الوُصُولِ لِحُجَّةِ الإفطَامِ
وَحُرِمتُ مِن طَعمِ الرِّضَابِ بِثَغرِهَا
وَنُفِيتُ عَن نَبعِ الصَّفَا وَغَرَامِي
لِأعِيشَ فِي ضِيقٍ وَوَحشَةِ غُربَةٍ
جَزَّت رَبِيعَ العُمرِ مِن أعوَامِي
خَلَّت جُنُودَ الثَّلجِ تَهزِمُ لِمَّتِي
وَالدَّهرُ يَنفُثُ سُمَّهُ بِعِظَامِي
وَغَرِيبُ دَارٍ مِن ثَلَاثِينَ انقَضَت
يَا ربِّ يَسِّر عَودَتِي وَمُقَامِي
لِلبُوكَمَالِ وَسَلسَبِيلِ فُرَاتِهَا
وَدِيَارِ قَومٍ خِيرَةُ الأَقوَامِ
فَالشَّامُ بَاتَ الحِقدُ يَحرِقُ فُلَّهَا
وَالجِسرُ دُسَّت تَحتَهُ أَحلَامِي
مَا بَتَّ قَلبِي وَاستَفَزَّ مَقَالَتِي
أَن لَم يَعُد وَجهُ الحَبِيبِ شَآمِي