رابيات الوعد

رابيات الوعد

اللوحة: الفنان السوري لقمان أحمد

مصطفى معروفي

عــلى رابــيات الــوعد تشمخُ خيبتي

إذا أبــصرتْ حــظي تــودُّ احــتلالَهُ

جــوادي يــثير النقع في كبد الوغى

ويــكــتم عــنــي أن ألاحــظَ حــالَهُ

حــسبت إيــابي من عواصف رحلةٍ

لــه هامش في الطين يطوي احتمالَهُ

أنــا خــفقة لا تــعرف الــطير كنهها

و لــم يُــلْقِ عنها الطين يوما سؤالَهُ

تــحنُّ نــياقي تــحت غــائلة الــنوى

ويــحرمها سَــمْتُ الــطريق ظلالَه

أجــازف بــالأشجان تنهش أضلعي

كــأن دمــي شــاء اللهيــبُ اغــتيالَهُ

ألا لــيت شعري ما تكون هواجسي

لــقد أضــمرتْ للسهْد ضدي افتعالَهُ

ســأفــتح لــلــغيم الــجميل نــوافذي

وأســكب فــي غــي الــنهار ضلالَهُ

عــساه إذا مــا طــاف حول روضة

يــظن بــأن الــعشب يــهوى غــزالَهُ

إلــى أن يــفيض العشق طيَّ شغافه

ويــغرس فــي الــحلم السعيد خيالَهُ

ويــتــخــذ الآلام أحــــلــى رفــيــقة

ومــن صــبرِ أيــوب الــمتينِ مثالَهُ

ســئمت مــن الأشــجار حين يطالها

ســحاب ســخيفٌ لــيس تأبى انهِمالَهُ

يــســوم نــواحيها جــنونا وتــنتشي

كــجرح رأى الــعدوى تقوِّي اندمالَهُ

فــلست أداري الــصخر مات كلامه

ولــــســت بــنــاسٍ لــلَّــئيمِ مــقــالَهُ

لتحْيَ حروف الورد في وجه صفحةٍ

تــــؤثــث فــيــه لــلــوجود جــمــالَهُ

و تــذبحُ فــي أحــشائه الــقبحَ عندما

تــرى الــقبْحَ يُــذْكي للوجودِ اختلالَهُ

مسك الختام:

وحدك كنت قريبا من

دردشة الإعصار الحجريِّ

تخثَّر في كفك مزلاج الباب

رأيت الغرفة تلقي في الدولاب شواطئَ

من قمصان بداهتها

ثم التحفتْ سنبلةً آبدةً.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.