عبد الحميد شكيل
اللوحة: الفنان السوري عادل داود كردي
على عجل جئتُ..
من مدن الشمس،
أو من مدن الموتى..
رمّمتُ نص الوقت،
وقمصان الأعشاب..
وزهرة الوقت،
على شباك الطواسين..
لا شجر نؤانسه..
في غمرة الظل..
لا شمس في مسكن اللغة..
نسجتُ من وبر الماء..
نص اللحن..
ونص النهر..
ونص الأسحار..
الآتي من أورام العشب..
سيّجتُ وتر الطفولة..
أوجعْت نهارات الرمل..
لا طير على شجر الأحواز..
لا قناديل تبهج هذي الأسرار..
عبرتُ أبواب الأنهار..
وعرفتُ خبايا الجن..
ومعاني الخط/ المسمار..
وهو يكتب حبق المعنى..
فلسفة العشق المعطار..
يا دار، الدار..
نازعني الخطو المتحوّل..
وطافت بأنحائي،
ثعابين اللغة..
وذئاب الأوجار..
على فساتين الضوء،
ومراجيح النوء..
كتبتُ نبر الإيقاع..
قصدتُ مدن الأصقاع..
كانت مزولة البحر..
ومفازات الأسوار..
تنشد آخر فصل،
من مراثي القهر،
وأحاجي الغابة..
على منحدر الأسرار..
على عجل..
ركبتُ دابة البرق..
إلى وطن في سماء الأمطار..!
عبد الحميد شكيل، شاعر وكاتب جزائري ولد سنة 1950م، أنجزت حول نصوصه الشعرية العديد من الدراسات والكتب النقدية. له عدة أعمال منشورة في الجرائد الوطنية والعربية. له العديد من الإصدارات الشعرية والأدبية. من مؤلفاته: قصائد متفاوتة الخطورة (شعر 1985م)، تجليات مطر الماء، تحولات فاجعة الماء، مرايا الماء، مراثي الماء، مراتب العشق.