أكتب الشعر كما أشرب الماء

أكتب الشعر كما أشرب الماء

اللوحة: الفنان الأرجنتيني سيسيليا جيرالدو

عبد الرزاق الصغير

غير أنى لا أحب البطاطا المسلوقة

وحلوى الميرانغ، طعام الكسكسي وشراب البوغات

أكتب الشعر كما اشرب الماء

أعرت يوما أجرتي الشهرية كاملة لبائع كتب قديمة 

 احتال عليّ ولم يرجع لي منها دينارا واحدا ولا ورقة من كتاب 

إخوان الصفاء أو مارسيل بانيول

نسيت أن أكتب على سوق الكمأ والكتاب القديم

والخروب

والمحتالين الكبار، أصحاب المنابر 

والمخضرمات 

لم يعد أبو العتاهية يا أختي

يقرأ الشعر هكذا

لم تعد القصيدة تفيض بالماعز المالطي

والبط وأكواخ حجرية تستعمل لصنع وتخزين الجبن

يا أختي لم يعد الحمام كالدجاج خاصا

لم يبقى لي من رؤوس الأيل واحدا، بعتهم جميعا

كانت تلك الأحداق تخيفني في الليل

لا أخاف الذئب كحدقات رأس الأيل المعلق

 ألازال إمرؤ القيس يزم شفتيه عندما يسمع صدفة نصا مثل هذا

يتساءل عن الإيقاع وماهية حلوى الميرانغ

لم يك هذا النص ليكتب لولا نفاذ السباكيتي والبيض والملح وجوزة الطيب في المطبخ، 

وتسبب قفزة القطة المفاجئة في تكسير رفا من صحون الأركوبال الأسود

لم تك النافذة مفتوحة للمطر

والحمام.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.