ثَوْرَةُ شَعْب

 ثَوْرَةُ شَعْب

اللوحة: الفنانة السورية سلام حامض

عبدالناصر عليوي العبيدي

ثَارَتْ دِمَشْقُ فَأَوْغَلَ الجَلَّادُ

بِالقَتْلِ وَانْتَفَضَتْ بِهِ الأَحْقَادُ

الغَدْرُ شِيمَتُهُ وَبَعْضُ طِبَاعِهِ

وَالسُّوءُ أَوْرَثَهُ لَهُ الأَجْدَادُ

رَبَّاهُ رِفْقًا بِالشَّآمِ وَأَهْلِهَا

سَادَ الحَقِيرُ وَعَرْبَدَ الأَوْغَادُ

وَبَنُو أُمَيَّةَ قَدْ تَغَيَّرَ حَالُهُمْ

قَدْ مَاتَ فِيهِمْ طَارِقٌ وَزِيَادُ

عَادَ التَّتَارُ إِلَى الشَّآمِ فَدُمِّرَتْ 

شَعْبٌ يُقْتَلُ جَهْرَةً وَيُبَادُ

تَبْكِي دِمَشْقُ عَلَى فِرَاقِ أَحِبَّةٍ

تَرَكُوا الشَّآمَ وَهَاجَرَ الأَوْلَادُ

دَرْعَا مَعَ الأَطْفَالِ كَانَ المُلْتَقَى

وَبِأَرْضِهَا قَدْ حَصْحَصَ المِيلَادُ

فَدِمَاءُ حَمْزَةَ مَا تَزَالُ تَهُزُّنَا

وَبَشَاعَةُ الجَانِي لَهَا أَبْعَادُ

أَمَّا عَنِ الشَّهْبَاءِ أَمْرٌ آخَرُ

جُزْءٌ مِنَ التَّارِيخِ بَاتَ يُعَادُ

فَالقَلْعَةُ الشَّمَّاءُ صَارَتْ مَرْبَطًا

لِخَيْولِ كِسْرَى وَالخَنَا يَزْدَادُ

سَيَعُودُ نُورُ الدِّينِ يَرْكَبُ خَيْلَهَا

وَبِأَرْضِهَا تَتَحَقَّقُ الأَمْجَادُ

يَا إِدْلُبُ الخَضْرَاءُ أَنْتِ المُرْتَجَى

فِي سَاحَةِ العَاصِي لَنَا مِيعَادُ

عَشَرٌ عِجَافٌ قَدْ مَرَرنَ بِشَعْبِنَا

صَبْرٌ يُقَطِّعُ قَلْبَهُمْ وَبُعَادُ

فَالثَّوْرَةُ العَصْمَاءُ لَا لَمْ تَنْطَفِئْ

سَيَظَلُّ يُوقِدُ ضَوْءَهَا الأَحْفَادُ

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.