فريدريك دوغلاس – للشاعر الأمريكي سكوت ماينار

فريدريك دوغلاس – للشاعر الأمريكي سكوت ماينار

ترجمة صالح الرزوق

اسمعني، أنا أبيض. ولا يمكنني أن أتكلم بالنيابة عن فريدريك دوغلاس*.

بوسعي أن أقول إنني معجب به. حينما يمر أي إنسان في طفولته بالجحيم، يتحول قهره إلى سبورة وطبشور.

هو السبورة، وذهنه القلم. ومن قرأوا كتاباته بعد قرون 

تحولوا بفضلها ومن أجله. وهذا ليس عطفا ولا مؤازرة، 

بل سكين تدخل في المساحة الجافة من العقل 

وتترك حرفاً هناك – علامة صوتية وسندان متحرك. 

فهو يغني ويمشي. وهو الابن المبارك، ومخلص الملايين، وبيده القلم.

اسمعني، أنا لست أبيض تماما. 

أمي كانت جزيرة في البحر الأبيض المتوسط –

جلدها منسوج من الزيتون، وعيناها أغصان أشجاره. 

البحر يهاجر من النهر، والنهر يبدل اتجاهه.

لكن المنبع مدهش وهو في داخلنا، يسبل يديه

على المنحدرات، يطرق عليها، ويطهو فيها، ويشعل الحروب. 

وهو درع من جلد الماعز، وطبل منقوع بالزيت. 

حتى أن السفينة داخل البحارة، والرماح في داخل المقاتلين، والقيود في داخل الأحرار. 

ونحن نتلمسها بأوتار قلوبنا وعظامنا اليابسة. 

كل ما أذكره: غضب رفعت القبعة عن رأسه، وابتسامة وضحك، 

وكلها جزء من كيان كان لي، كما أنني كنت لها. 

ولاحقا كلنا أصبحنا داخل هذا الملجأ الممنوح لكل من همس في أذنه الحب، وأطلق سراحه، 

وكتب له النجاة.


*فريدريك دوغلاس مصلح اجتماعي أمريكي. مولود عام 1818 في ميريلاند. وتوفي عام 1895 في واشنطن. هرب من العبودية وأصبح رمزا للمدافعين عن المساواة بين الأعراق في أمريكا.

سكوت ماينار Scott Minar شاعر وموسيقي أمريكي معاصر. أستاذ مستشار في جامعة أوهايو.

المصدر مراسلات شخصية.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.