اللوحة: الفنان البلجيكي رينيه ماغريت
باسم فرات

إلى الشاعر صباح خطاب
غُرْفَتِي قارِبٌ لِلسُّؤَال
تَتَلَصَّصُ عليها أجوبةٌ كثيرة
صَدِيقي أيُّها المَنْفِيُّ منذُ أربعينَ سنةً
تشبَّثْ بِطُفُولَتِكَ وأنتَ تَعْبُرُ السِّتِّينَ
بِيَدٍ بيضاءَ
وتحتَ قَفَصِكَ الصَّدْرِيِّ؛ طَيْرٌ يُغَرِّدُ طَوَالَ الوَقْت
إصرارُكَ على رَمْيِ حُزْنِكَ الطويلِ؛
الطويلِ حَدَّ الْوَجَعِ البَاهِرِ
في دَهَالِيزِ الذاكرةِ، تُنِيمُهُ بِالمُوسِيقَى
يُغْرِي خَجَلِي بالصُّراخ
أكْدَاسٌ من الحَيْرَةِ تَرْتَدِيني كلَّما نظرتُ إليكَ
وَأَنْتَ تُحَدِّثُني عَنْ حَياةِ الجِبَالِ الْوَعرَةِ
عَنْ طُغَاةٍ ارْتَدَوْا قُمْصَانَ ثَوْرِيِّين
كانتْ نَظَراتُكَ تَسْتَحْضِرُ وَطَنا
قتَلَهُ “المُناضلون”
حين حَرَقُوا مكتبة آشُور بانيبال
وسَحَقُوا بأحذِيَتِهِمُ المُسْتَوْرَدَةِ قانونَ حمورابي.