الطريق إليكِ

الطريق إليكِ

اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت

باسم فرات

حينَ مَرَرنا بِقَصْرِ العاشِقِ

قلت: هذا قتيل حاولَ أن يرتَوِيَ من نَبْعِي

فماتَ في الطريقِ إلَيّْ

هَلْ كانَ الطريقُ إليكِ حياةً تَسْتَلْهِمُ حياةً

وأنا أكتُبُ إليكِ

سقسقاتٍ ملأتْ جُدْرَانَ الزمن،

وغاباتٍ ثمارُهَا بوحٌ إليكِ

في إزارِكِ فُرَاتٌ يرتَوِي من دِجْلةَ

بينما قَمِيصِي صحَارَى يُطَارِدُها الصَّهِيل

خمرةٌ لا تَقْتَرِبُ من كأسِ العاشِقِ كلماتُكِ

ملائكةٌ يستحِمُّونَ بِهَا

طيفٌ يستيقِظُ في شَغفي

أنا الصائمُ في بُستانِ قُبُلاتِكِ،

في حقُولِ التفاتَتِكِ أَتَعَثَّرُ

تمائمُ من ذهبٍ تركَهَا العُشَّاقُ بأطرافِ فستانِك

وعلى شفتَيْكِ لوعةُ شاعرٍ لم يُخْفِهَا أحمرُ الشِّفَاهِ

سُنُونُواتٌ تَلْتَقِطُ هِجْرَاتِهَا في صَدْرِك

هَزَزْتُ النسيانَ دُونَ جَدْوَى،

فلم تَصْحُ سِوَى قصائدَ،

في ملكوتِ التِّيهِ لم تَسْتَدِلَّ على شَعْرِك

عَلَّقْتُ الكَمَنْجاتِ في قَلبي فَتَسَاقَطَ المُغَنُّونَ

سَلَكْتُ طُرُقًا مَلْأَى بِقُبُورِ عُشَّاقٍ

رأيتُ قَبْرِي يُلَوِّحُ لَكِ.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.