اللوحة: الفنان الإيطالي بومبيو ماساني
مصطفى معروفي

الحرب في الشرق ليت شعري
لا دخل للأنبياء فيها
من يقتل الناس دون جرم
إلا إذا كان ذا سفيها؟
سعيت إلى المال ابتغاء اصطحابه
فقال كفاك الشعر عنيَ صاحبا
ألم تر أني إن صحبتك ربما
لمرآيَ منك الشعر أصبح هاربا
ومنا الذي إن مسه ريب دهره
أبت رأسه أن تنحني لسوى الله
وما ذاك منه قوة أو شجاعة
ولكن لإيمان له آمر ناهِ
كفى المرء أن يحيا عفيفا جنابه
وما ضره إن عاش يوما بلا قدْر
فإني رأيت القوم صارت كلابهم
وليس سوى عرض الشريف لها يغري
مسك الختام:
الأرض تجرحها الخيانة…
كان دجلة ناسجا حلل الحقول
وحوله كان الفرات قصيدة
تلقي السلام على الفصول
فكيف صار الآن دجلة
لا يواصل نسجه؟
ولم الفرات غدا ولم تعد القصيدة لبَّه؟
ما زلت مقتنعا
بأن الأرض تجرحها الخيانة.