اللوحة: الفنان النرويجي ثيودور كيتلسن
باسم فرات

رُبعُ قَرْنٍ والغُرْبُةُ تُوغِلُ حُضُورًا في حياتي
أُرْجُوحتُها الأيَّامُ
والرِّيحُ أسْئِلةٌ حُبْلَى بِالرَّكْضِ في المِيَاهِ الْوَعْرَةِ
يتدفَّقُ الطَّمْيُ في الذَّاكِرَةِ
وفي فنجانِ الشَّاي
أَسِيرَةٌ هِيَ الْحِنَّاءُ
مُحَاوَلاتي تَذْهَبُ هَبَاءً كُلَّمَا حَاولت قراءة الطالع
يَهْرُبُ المستقْبَلُ وهُوَ يُغَنِّي لِلشُّرُوقِ
لا غُرُوبَ أَمَامي
القلوبُ المُخَبَّأةُ في النَّايَاتِ
مَأْوًى لِطُيُورٍ تَسْتَعِيدُ غِنَاءَهَا
لِتُهَاجِرَ صَوْبَ الفَجْرِ
تُعَانِقُ صَبَاحًا غَارِقًا في الطُّمَأْنِينَة.
- عودة المَنْفِيِّ
ذِكْرَيَاتٌ كَثِيرَةٌ قَامَتْ مِنْ بَيْنِ الأمْوَات
حِينَ عُدْتُ إلى أَزِقَّةِ طُفُولَتي
بَعْدَ ثَمَانِي عَشْرَةَ سَنَةً وخَمْسٍ وعِشْرِين يَوْمًا
كنتُ أُطَارِدُ أَحْلامي في شَوَارِعَ غَريبَةٍ
إحْدَى ذِكْرياتِي بِلا اسْتِئْذَانٍ
رَاحَتْ تُنْشِدُ قَصَائِدَ لي
كانَ قَدْ سَرَقَهَا النِّسْيَانُ
لم تُخْبِرْني كيفَ اسْتَعَادَتْها.
مِنْ تحتِ خَرَساناتٍ حَدِيثَةٍ
استخرَجْتُ أمنياتٍ
شُيِّعَتْ بلا مُشَيِّعِين
كَفنتها الأيَّامُ
هكذا تَستَقبِلُنا مُدُنُنَا الْبِكْرُ
نحنُ المَنْفِيِّينَ بِغَضَبِ الآلِهَة.