روزانا السيد بغدادي
اللوحة: الفنانة اللبنانية فاطمة السيد
غزة
يا صاعقة على عكاز ليل أعرج
كيف احتملت كوكباً ضيقاً؟
الطفل يُذبح والعالم يتثاءب
والعرب في صمتهم أبلغ من القتل!
***
يا مفردةً لا تُصرف
أحمل إليك من طرابلسَ ريحَ الغضب
ونزفًا يكتبك حرفاً
فوق جدار الغيبوبة العربية
***
أيها الصمت
هل أنت الحاكم بأمر الخيانة؟
كل هذا العمى بلا ضمير
كأنكم جثث تتنفس بلا وجع
***
غزة
يا جملةَ نار
تتلعثم بها بياناتُهم
وتنهار أمامك اللغاتُ
إلا لغةَ الرصاص.
***
طرابلسُ تصرخ
كفانا ضوءاً في مقابر المعنى.
كفانا صلاة على مذابح الشاشات.
القدس تُغتال كلَّ فجر
وأنتم توزعون الشجب كالحلوى!
***
غزةُ
لا توقِفي النبض
نكتبك بالسكينِ
وننحت اسمَك في لحم الصمت
***
غزة
يا أيقونةَ نار
كيف تغنين والدمعُ ماءُ نشيدِك؟
كيف ترفعين الرايةَ وحدَك
في زمن تُشترى الأوطانُ
بدموعِ الأيتامِ والصمت؟
***
كل ما فيك يقاتل.
جدرانُك لها ذاكرةُ طلقة
وأنقاضُك تحفظُ أسماءَ الشهداء.
كأن الترابَ صلواتٌ لا تُنسى
***
غزة
صبركُ معلقّ على مِشنقةِ العالم
يعد أنفاسَه بين بيانٍ خجول
وقصيدةٍ خائفة.
***
أيها العرب…
هل تشربون دمَها؟
هل سكّرتم من احتراقِها؟
غزة ليست نشرةَ أخبار
ولا خبراً عابراً في قاعِ شاشة.
غزةُ تختصرُ تاريخَكم
وتفضحُ مستقبلَكم.
***
من طرابلسَ
أكتبُها وصيةً
بخيطِ وجعٍ
وبمدادِ سؤالٍ لا يموت
أما من حي بينكم
أما من صرخة تعبر
هذا الليل العربي الثقيل
***
غزة
لا تنامي
نحن يقظون بك
نحملُ عنك هذا العالمَ الأعور.
نكسرُ الصمتَ بأسمائِك الطاهرة.
***
غزة
يا أنثى الثورة
يا رئةَ الضوءِ في صدرِ الظلام
كوني كما كنت
حدَّ السيفِ
ونقطةَ الدمِ الأولى
وشرفَ المعركةِ حين تخون البلادُ لغتَها
ولْتعلمي
أنّ لنا فيك وعدًا
وفي القصيدةِ رصاصةٌ
لم تُطلقْ بعد.