اللوحة: الفنان العراقي فؤاد حمدي
عبد الرزاق الصغير

لم يعد القط يستحق كل هذا الاهتمام
ولا القصيدة التي بلا عصافير وسماء هابطة رمادية
وتحيات الجارة الذميمة والخباز
لم يعد الجو ملائم للحب البريء
والرعد البعيد ورائحة المطر
لا أحد طرق بابي من زمان بهدية ولو تافهة، مثلا وردة
لم أربي قنفذاً من زمن بعيد
أطلقته في حقل قمح دون التفكير في مصيره،
تركته للطبيعة، طبعا اتكلم عن السلحفاة،
لم أذكر الأرنب الرمادي الكبير
أو المهر أو الجحش والعجل والجدي والوزة البيضاء والديك والحوار
لم أعد مهتما بالنباتات الاستوائية في شعر النثري
ولا بالإيقاع في العرس الإفريقي
لم يعد يهمني ذلك الزنجي على منصة المقهى المنزوي في الشتاء
عندما يكون المطر غزيرا
لم تعد تهني عفوية تلك المرأة المهمشة شعريا
ولا النخلة في المفترقات عندما أكون مسافرا
لا أستأذن أحدا في الدخول والخروج من القصيدة.