في حضرة درويش.. لا شيء يعجبنا

في حضرة درويش.. لا شيء يعجبنا

محمد ضياء الدين بوعمامة

اللوحة: الشاعر محمود درويش بريشة الفنان اللبناني يزن حلواني

المسافر في الباص،

والمرأة التي دلَّلت ابنها

على قبرها فأعجبه ونام،

والطالب الجامعي (طالب الأركيولوجيا)

الذي لم يجد الهوية في الحجارة،

والجندي…

وأنت يا درويش،

لا شيء يعجبكم،

وأنا مثلكم تمامًا أريد أن أبكي كثيرًا،

لأن وطني يؤلمني،

ونفسي تحاصرني،

ولم أجدني،

لا في الحجارة ولا في البحر ولا في تراب الوطن،

ولهذا تساءلت مثلك تمامًا:

هل أنا حقًا أنا…!

أنا كذلك، يا محمود،

لي أحلامي الكبرى:

أن أغني سعيدًا،

وأقتحم غرفة الخيبة داخل قلبي وأقتلها.

ولي أحلامي الصغرى:

أن أكون خاليًا من القلق.

نحن زائلون، يا محمود،

نحن زائلون، وبدأ الحلم يضمحل…

صدقتَ يا محمود،

نحن أحرار حين نُنسى فقط.

لكنك لست حرًّا، يا محمود، للأسف،

لأنني أحفظ الكثير من قصائدك.

وأنا كذلك لست حرًّا،

لأنني شاعر،

والشعراء لن ولم يصيروا أحرارًا يومًا،

لأنهم دائمًا ما يُحاصرهم واقعٌ لا يُجيدون قراءته.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.