خطوط يديك حكايا عطاء

خطوط يديك حكايا عطاء

اللوحة: الفنان الفرنسي كلود مونيه

كنتُ أتكلم عنكِ والنار في صدري،

كلمات حادّة، ثقيلة كالحجارة

سميتُ الصمتَ بيننا جداراً

وظننتُه لا يُهدم.

كنتُ أكره نظرتكِ إليّ،

وصوتكِ كحديدٍ حين كنتُ أريد أجنحة.

ظننتُ عنايتكِ قيوداً،

وفي عناد شبابي

اخترتُ أن أراكِ عدوّة.

مضت السنون،

والزمن، كالماء، صقلني ببطء.

بدأتُ أسمع الارتجاف خلف توبيخكِ،

والدعوات الخفيّة في تنهّداتكِ المتعبة.

رأيتُ الخطوط في يديكِ،

كل خطٍ حكايةُ عطاء،

كل خطٍ تضحية لم أكن أراها.

الآن حين أفكر فيكِ،

لا أتذوق الحديد،

بل الملح

ملح الدموع،

دموعكِ ودموعي،

المحيط الذي فرّقنا،

والمدّ الذي أعادنا.

أمّي، لقد كرهتُكِ يوماً

لأنني لم أفهم الحب بعد.

واليوم، بعينٍ أكبر،

أراكِ لا كظلٍّ

بل كشمسٍ هادئة خلف العاصفة،

مشتعلة، ثابتة، صبورة

تعلّمينني

أن الحب يستطيع البقاء

حتى في أقسى الصمت.

وفي ذلك البقاء،

تعلّمتُ أخيراً أن أحبكِ من جديد.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.