اللوحة: الفنان الصيني زهي يونغ جينغ
باسم فرات

كانَ يَنْفُخُ عَنْ سِيجَارَتِهِ الرَّمَادَ
بَيْنَمَا البُيُوتُ الطِّينِيَّةُ
فِضِّيَّةٌ مِنْ أَثَرِ القُبُلاتِ
أَهْلُهَا ضُيُوفي
مَوَاقِدُهُمْ تَدُلُّ الغُرَباءَ على البَهْجَةِ
تُغْرِي الْخَوْفَ بِالنُّعَاسِ
والقَلَقَ بِالهَرَبِ
والقَلْبَ بِالغِنَاء.
حَدَّثْتُهُ عَنْ بِلادِي
عَانَقَنِي
ورَاحَ يَغْسِلُ غُرْبَتي بِدُمُوعِه.
غِنَاء
وكَرَّتِ الأيَّامُ
لَمْ أَكُنْ أَعْلَمُ أنها مسبحةٌ
ستَنْتَهِي يَوْمًا
ولا أحَدَ يَمُدُّ لي يَدًا
حِينَها سأسْتَعِينُ بِصَوْتي
وأُغَنِّي طَوِيلاً
وأنَا أَسْخَرُ مِنْ أَقْدَامِي
لأنَّهُمَا لم تَعُودَا تَتَسَلَّقَانِ الأشْجَارَ
وتَرْكُضَانِ بِقُوَّةٍ بِوَجْهِ الرِّيحِ لِاصْطِيَادِ الجَمَال
سَأُغَنِّي طَوِيلاً وأُلَوِّحُ لِلْجَمَالِ الَّذِي يَمُرُّ سَريعًا
فَلا أَلْحَقُ بِهِ
بَيْنَمَا قصَائدِي تَسْتَحِمُّ بِهِ عاريةً.