محمد ضياء الدين بوعمامة
اللوحة: الفنان الروسي بيوتر ديك
دائمًا ما أخطو خطوة،
أو على الأقل نصف خطوة،
محاولًا الإمساك بي…
بيدي، بساقي، برأسي،
بأي شيء يخصني…
لكنني لا أمسك سوى صبّار ناضج،
ينخر مسامات جلدي فتتسع،
ويخرج منها كالجراد في موسم هجرته،
بعد أن كان مجرد شوك صبر.
أحاول أن أقتلع هذا الشوك اللعين،
شوكةً بشوكة،
لكنه سرعان ما يعود أقوى،
لأنني صبرت أكثر من طاقتي.
فأصرخ: يا الله…
هذا الشوك أرهق كاهلي،
أكاد أصبح شجرة صبّار… وحيدة… بعيدة… حزينة.
ثم أصمت طويلًا،
وأردد داخلي:
على الأقل سأتجرد من صفة “الإنسان”،
وأتقمص صفة الصبّار (وحيد… بعيد… حزين…)،
لكنه، على الأقل،
لا يحاول شرح ما يشعر به لأحد،
ولا يكترث إن فهموه… أو لم يفعلوا.