اللوحة: الفنان العراقي ستار كاووش
باسم فرات

كانَتِ المَدِينَةُ تُمْطِرُ رَمَادًا
هَلْ تَرَى الجبلَ الَّذِي أَمَامَنَا؟
قالَ مُسْتَطْرِقٌ رَآني أَفتحُ مِظَلَّتي لِلرِّيحِ
ثَمَّةَ بُركانٌ يُغَازِلُ حَبِيبَتَهُ هُنَاك
فتَكْتَسِي الْمَدِينَةُ بالشَّيْبِ
أكْمَلَ.
- شَلَّال
امْرَأَةٌ تُرْضِعُ قَمَرًا حَتَّى يَكْتَمِلْ
تَأْوِي إِلَى أُنُوثَتِهَا فَيَسْتَفِيقُ الهَمْس
فِي شَعْرِهَا تُخَبِّئُ حِكَايَاتِ العُشَّاقْ
وَٱنْحِنَاءَتُهَا شَهِيقٌ يَعْزِفُ هَوَاءً مُبْتَلًّا بِالرِّيحْ
أُبْعِدُ الظِّلَالَ وَأَتَنَفَّسُ صَمْتَهَا
مَسَرَّاتُ المِيَاهِ تُرَاقِصُ زَغَبَ سَاقَيْهَا
يَنْخَدِعُ المُتَأَمِّلُونَ بِٱنْعِكَاسِ أَحْلَامِهِمْ
أُزِيحُ الظَّلَامَ وَأَرْسِمُ شَبَقًا شَلَّالاتُه تُغْرِقُ سُفُنِي
هَذِهِ الطُّيُورُ تَزْرَعُ قَمْحًا وَحَنِينًا
لَا سَنَابِلَ تَلُوحُ لِأَحَدٍ
تَنْهَضُ مِنْ طَيَرانِهَا لتُنِيمَ سُكُونَ الغَابَة
وتَفْرُشُ السَّمَاءَ بِالْتِفَاتَتِهَا
امْرَأةٌ يَتَحَسَّرُ المِسْكُ فِي قُبُلَاتِهَا
شَمْعَةٌ تَسْتَدِلُّ عَلَى جَسَدٍ يَنْشُرُ العَرَاءَ فِي المَرَايَا
وَالأَيَّامُ سَجَّادَةٌ تُنَمِّي الفَجْرَ فِي حَلَمَتَيْن
تَظْمَأُ الأَنْهَارُ تَحْتَهُمَا وَيَضطَّرِبُ المَحَارْ
إِلَى هَضَبَاتِ عُرْيِهَا أَزْحَفُ،
أَخْلَعُ قَمِيصِي وَأُثَبِّتُهُ رَايَةً فِي دُوَّامَةِ الأَلْغَاز
مُسْتَسْلِمًا لِمَكِيدَةِ نَظَرَاتِهَا.