في مبادرة ثقافية متميزة، أطلق يوسف أفتيس ترجمة أمازيغية للمجموعة القصصية «اليد الرابعة» (الطبعة الأولى، 2024)، التي تجمع بين إبداع القاص الراحل عبد الرحمن الكياكي والقاص عبد الجليل لعميري. وتأتي هذه الخطوة لتفتح آفاقًا جديدة أمام الأدب الأمازيغي، وتمنح القراء فرصة لاكتشاف تجربة سردية فريدة من نوعها.
كتابة مشتركة… بروح واحدة
ما يميز «اليد الرابعة» ليس فقط مضمونها الأدبي، بل أيضًا طريقة إنجازها؛ إذ كتب كل نص من نصوص المجموعة بشكل مشترك بين الكاتبين، صياغة وتركيبًا، في تجربة نادرة في مجال القصة القصيرة. ورغم وجود تجارب مماثلة في الرواية والشعر، فإن هذا النوع من التعاون في القصة القصيرة يظل استثناءً يثري المشهد الأدبي المغربي.
ترجمة بأجنحة أمازيغية
الأستاذ يوسف أفتيس، مدرس اللغة الأمازيغية في التعليم الابتدائي وطالب بسلك الدكتوراه، تولى ترجمة هذه المجموعة إلى اللغة الأمازيغية، في خطوة تعكس التزامه العميق بنشر الأدب الوطني بلغته الأصلية. وتُعد هذه الترجمة جسرًا جديدًا بين النصوص الإبداعية والقراء الناطقين بالأمازيغية، مما يمنح «اليد الرابعة» فرصة للتحليق بأجنحة لغتنا الوطنية نحو فضاءات قرائية أوسع.
مستقبل واعد
هذه المبادرة ليست فقط تكريمًا لروح الإبداع المشترك، بل أيضًا دعوة لتعزيز حضور اللغة الأمازيغية في الحقل الأدبي المغربي. ومع جهود شباب باحثين مثل الأستاذ أفتيس، يبدو المستقبل واعدًا لمزيد من الترجمات والمشاريع التي تحتفي بالتعدد اللغوي والثقافي للمغرب.