اللوحة: الفنان السوري حمود شنتوت
محمد عطية محمود

هو الخريف..
موسم اصطياد الفراشات الحائرة..
الواقعة خلف الضوء،
الهاربة من وطأة لهاثها نحوه.
ربما هناك التقيتك..
تعبة آبقة.. من تفاصيل رحلة
لم تكن في حسبانٍ أن تضيع هباءً،
أو أنْ تكتب نهايتها أقدار..
هي أرحم بمصائر متعبة
وقلوب أصابتها غصة ووهن
من شدة ركض على نواصي طرق..
يشعل النزق الرغبة في الوصول إليها
والاعتصام بها، وهي خاوية على عروش
مطوية على صبر من لا يطيق الاحتمال.
عصيبة هي تلك الفترة الحرجة
التي لفظتك إليَّ كفراشةٍ مرتعشةٍ
من بعد انحباس الضوء عنها..
لتتخبط في ضياء، مضمخٍ برائحة خريف
إذا هز هواؤه اللئيم
أغصانًا للشجر لم ترتب لرحلتها
نحو سقوط أوراق وزهور
وباتت تحتفظ بها؛ رغبة في الخلود..
ربما كان الشعور مباغتا
مكثفا محموما برغبة في دفءٍ
واختباءٍ في عمق محارة
ربما كان اللجوء إليها لجوءًا شرعيا
من بعد متاهة في ضوء يغشى العيون،
لكنك ما زلت تلك الفراشة
التي لا تعرف إلا احتراقًا
ثم تجددًا يعيد قديما..
يوقظه من مكامن سباته البعيد
كسمندلة تخرج من حرائق وقتها
لتقف ثانية على
أعتاب حيرة جديدة..
ولا سؤال جديد!!