مشهد جديد للبحر

مشهد جديد للبحر

اللوحة: الفنان الأميركي جون برامبيلت

محمد عطية محمود

أُعطي ظهري للبحرِ..

لا يغشاني إلَّا.. نورٌ ساطع..

يأتي من خلف غمامٍ..

متوارٍ في كبد سماءٍ..

يحيل ظلمة ليله وفراغه وهجًا..

لا يعطيني أية بشارةٍ..

إلا نورًا من زمنٍ مارق..

وجنية بحرٍ لا تزال تراودُ..

شطًا عن شغفه.. عن ولعه..

عن نزقه الساكن..

يتخفى في أمواج حيرى بتكاسل..

يموسق وشوشاتها وأشواقًا لما..

تزل بعد تراود فتاها..

عن حلم ليس بعابر.

عن روح مفعمة بنشيج روح..

فارقتها من بعد لقاء مغامر..

عن قيامة عشق لا تتوانى..

أن تقوم من جديد..

كلما عن في الخاطر، وبدا له..

من بعيد فاجر، أو من قريب مسامر

فلا سلطان لقلب يتبع روحًا..

يتسلسل في عمقين لليل وبحر

لا يأتي حتى يغادر..

وقبلة نستحي أن نحيد عنها..

حتى لا تنحرف بوصلة بحر..

يخرج كل يوم عن نطاق جاذبيته..

فيهيج مخمورًا..

على عكس اتجاهاتنا إليه..

غاضبًا.. باكيًا على حلم ذاهب..

لنلقمه سرًا لا يستقر بقاعه

ولكن يشيع مع رغباتٍ

للآبقين فرادى..

وعنفوان أشواق.. لها ما لها..

نشيدًا يصدح في متن قلبٍ..

يرتع في زواياه ودروب قاحلة،

لا يتوقف عن سرد حكاية،

ليس لأولها آخر..

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.