رأس السنة الجديدة – للشاعرة الأميركية كيم أدونيزيو

رأس السنة الجديدة – للشاعرة الأميركية كيم أدونيزيو

اللوحة: الفنانة الهولندية باربرا هوجويجن

ترجمة صالح الرزوق

هطل المطر هذا الصباح

على آخر أيام الثلوج

وأوشك أن يجرفها. بوسعي أن أشم

رائحة العشب مجددا، والأوراق الميتة

سقطت على الوحل.

أما بقية من أحبهم، ولا زلت

أحتفظ بهم، يغطون بالنوم

في الساحل الغربي. أما هنا في فيرجينيا

أنا أعبر من الحقول برفقة

بقرات قليلات العدد لأستمتع بصحبتها.

وهي كبيرة وخجولة

مثل بنات أتذكرهن

من أيام المدرسة الإعدادية، لا تتكلمن

أبدا، وتبقين رؤوسهن

منخفضة وأذرعهن متقاطعة

على صدورهن الناهدة. تلك البنات

بلغن حوالي الأربعين الآن. ومثلي،

لا بد أنهن في بعض الأوقات تقفن

بالنافذة حتى أواخر الليل، وترمين أنظارهن للخارج

على الباحة الصامتة، وعلى

كرسي مروج الاستراحة وعلى جدران صلبة

في بيوت الآخرين.

ولا بد أنهن تستلقين، بعد الظهيرة، عليه

وتبكين بنحيب يقطع نياط القلب على من كان

يهبهن أسعد الذكريات،

وتتساءلن كيف

حملتهن حياتهن

كل هذه المسافة دون

أي مبرر ولو لمرة واحدة. لا أعلم

لم أنا أتريض هنا

ومعطفي يزداد سوادا

وبوطي يغوص في الأرض، ويرتفع،

مع صوت خرير مسموع

أحب أن أصغي إليه. لا يهمني

مصير هاته الفتيات في الوقت الراهن.

مهما كسبن من الحياة

هو لهن. واليوم لا

أريد أن أهتم بأيما شيء.

كل ما أريده أن أتريض

لمسافة أبعد قليلا في برد

يرافق نعمة المطر

ثم أرفع وجهي إليه.


كيم أدونيزيو Kim Addonizio شاعرة أميركية معاصرة

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.