اللوحة: الفنانة الكندية روسلانا ليفاندوسكا
ترجمة مهدي النفري

تحتَ سماءِ الليلِ الأزلية
حيثُ تُوقِدُ النجومُ نورَها العتيقَ
تَهبُّ همسةٌ ترتيلةٌ كونيةٌ
عن عوالمَ تفوقُ حدودَ الأثير.
القمرُ قنديلٌ شاحبٌ ووحيد
يُعلّقُ فوقَ الأرضِ عرشاً من فضة
تنسجُ أشعتُهُ كخيوطِ أحلامٍ دفينة
نسيجاً من ذهبٍ صامتٍ
البحارُ تتلألأُ وادعةً وسكينة
تعكسُ عظمةَ الآلةِ السماويةِ.
وكلُّ موجةٍ تنهيدةٌ وكلُّ قمةٍ صلاة،
سرٌّ يتبادلُ مع الفضاءِ الخالي.
وهنا نقفُ
مجردَ شراراتٍ خاطفة
تائهينَ في لُجّةِ الظلامِ الأبدي
لكن في قلوبِنا تترتّبُ النجومُ
لتُنبئَ عن الحبِّ وعن الحياةِ الإلهية.
***
شرارةٌ في القلب
شرارةٌ قد سَرَتْ في أعماقِ قلبي
فحُسنُكِ في لحظةٍ قد مَزّقَني إرباً.
وغابَ العالمُ بأسرهِ بهدوءٍ وسرعةٍ
حينَ منحتِني ابتسامةً تدومُ للأبدِ.
علمتُ حينها وقَبِلْتُ دونَ تردّدٍ
أنّ الحياةَ دونكِ ستتلاشى وتختفي.
هل كانَ حُبّاً من النظرةِ الأولى أم عناقاً مقدّراً؟
لا أحدَ يستطيعُ أن يقولَ
لا أحدَ يستطيعُ أن يرى
فقط كلماتٌ لم تُقَلْ تملأُ الفضاءَ.
شرارةٌ سَرَتْ في قلبي من جديد
ابتسمي لي مرةً أخرى يا أرقّ لحنٍ
أتوقُ لسماعِ أنفاسِكِ
ولأرى عَيْنَيكِ الخضراوينِ يا منى القلبِ.
مفقود وعُثر عليه – للشاعرة الروسية نيونيلا رذرفورد

نيونيلا رذرفورد (Neonila Rutherford) شاعرة وروائية روسية معاصرة. بالنسبة لها لم تعد الكتابة مجرد مهنة بل تحولت إلى هواء ودواء. مسيرتها الأدبية ليست طريقًا مخططًا بل هروبًا عفويًا إلى عالم الكلمات، بدأ تحت تأثير النثر الساحر لهاروكي موراكامي منذ عام 2021، لاقت نصوصها التي ولدت من التقاء الصراحة والبحث عن ملاذ من العواصف العاطفية صدى لدى القرّاء. تجد نيونيلا أنه من الأسهل عليها أن تشق طريقها عبر متاهة المشاعر بالأسطر الشعرية بدلًا من الكلمات العادية. كتابها الأول 19:06:07 (2024) ليس مجرد مجموعة شعرية بل هو يوميات حميمة ودراسة ذاتية تتشابك فيها مواضيع الحب، والإدمان، والسؤال الأبدي (من أنا)؟. تتميز قصائدها بعاطفة مجردة من دون تكلّف. فالشعر الحر يصبح أداة لنقل الألم والوحدة والحب، وتقلبات الروح في بحثها عن المعنى. صوتها الصادق والحديث والخالي من التظاهر يجد طريقه إلى أولئك الذين يبحثون في الأدب لا عن التسلية، بل عن التأمل والفهم.