حُزنٌ مؤجَّل

حُزنٌ مؤجَّل

محمد ضياء الدين بوعمامة

اللوحة: الفنان النرويجي إدوارد مونك

كلّما حاولتُ البكاء،

صادفتني أشياء

ترغمني على الاحتفاظ بالدموع لوقتٍ آخر.

مثلًا:

فرحٌ مصطنعٌ في هيئةِ شيءٍ ما،

صديقٌ فكاهي،

ابتسامةُ فتاةٍ جميلةٍ رغمَ حزنها،

ابتسامةُ أمّي الحنونة،

أمطارٌ غزيرة،

أطفالٌ يلعبون،

دعوةٌ صادقةٌ من عجوزٍ أعنتُها في حملِ تعبِها،

كلمةٌ طيبةٌ من أحدهم…

وغيرها من الأشياء البسيطة والجميلة.

ولهذا، تحولتُ إلى حصالةٍ كبيرة

فيها ثروةٌ لا بأس بها من النحيب.

وما زلتُ أدّخرُ ما تيسّر من الدموع،

تقريبًا بصفةٍ يوميةٍ،

أو على الأقل بصفةٍ دوريةٍ.

أفكرُ أن أصبحَ حصالةً أكبرَ،

لأصبحَ شابًا ثريًا بالحزن.

ثم أوسّعَ رأسَ حزني،

لأفتحَ شركةً تصدّرُ الحصّالات،

وبعدها…

لِمَ لا؟

قد أرغبُ أن أكونَ أستاذًا كبيرًا،

يُدرّسُ الناسَ كيف يحوّلون حزنهم ودموعهم إلى ثروة،

تمامًا كما فعلتُ أنا.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.